إيهاب الشرفي :

أكتب يا تاريخ وسجل يا قلم ، أن جيشا يقوده السل والجرب ، تنصل عن مسؤوليته الوطنية وتخاذل عن اداء واجبه تجاه أطفال ونساء حجور ، أكتب أن أربعة عشر دولة تمتلك من العتاد والعدة ما يكفي للسيطرة على الكون لم تستطع نصرة حجور ، سجل أن ثلة من أعداء الدين والوطن عاثت بالأرض الفساد وقتلت العباد رجال ونساء وأطفال فيما جيشنا المغوار يصارع سكرات التبعية والإرتهان لقرارات متخاذلة تفاصيلها الموجعة تقدم أنسحب .

دون يا تاريخ أن قبائل حجور صمدت رغم جراحها ، قاومت رغم أوجاعها ، بذلت وقدمت رغم شحة الإمكانيات والحصار المطبق عليها منذ إنتفاضتها ، أكتب أن حجور ذهبت وغاب معها الحلم الكبير ، ودفنت في صندوق وضاح آخر معالم الجمهورية ، واستبد الظلام واستفحل فجوره بعد سقوطها المرعب ، وماتت برفقتها كل الأمنيات المقهورة على يد حثالة لا تستحق الحياة 

سجل يا تاريخ ، أن لدينا جيشا جرار من رجال نذروا أنفسهم وارواحهم في سبيل الله والوطن ، لا يخشون في الله لومة لائم ، لو أتيحت لهم الفرصة الكاملة لدفنوا الحوثي وأمثاله تحت التراب منذ زمن ،  لأقتلعوا الجبال من جذورها والأشجار من عروقها ولصنعوا من أجسادهم جسور متينة ليعبر هذا الوطن إلى بر الأمان ، أكتب أن جيشنا الجرار يتواله النطيحة والمتردية وما خلف الزمان من عبدة الدرهم والدينار ، ثم سجل ، لو كانت له هذه المعركة خالصة دون تدخل من قريب أو بعيد لأنتهت قبل أن تبداء ، ولما تشرد أو جاع أو قتل أو أعتقل أي من مواطني هذه البلاد .

أكتب يا تاريخ وسجل يا قلم  أن دماج و عمران وأرحب وتعز وعتمة سقطت لتكون عبرة لأولي الألباب ، وما كان سقوطها إلا بتراخي وخذلان من قيادة جيشنا المغوار ، أكتب يا تاريخ وكن شاهدا للأجيال من بعدنا ، أن جيشنا الجرار ترافقه أربعة عشر دولة من أقوى الدول في العالم ، أوقف معركته على أسوار تعز وصنعاء والحديدة بعد أن أوشكت على التحرر الكامل من بطش وتنكيل مليشيا الموت والدمار الحوثية ، ثم سجل أيضا أن ذات الجيش يقف بلا حراك على بعد أقل من 20 كيلوا متر من حجور يراقب سقوطها بصمت .

لا تنسى أيها التاريخ أن تكتب في هامش كل صفحة ، أن حكومتنا قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بما تفعله مليشيا الحوثي الإنقلابية في حجور ، فكاد الحاضرون في المجلس أن يموتوا من الضحك ، ولا تنسى أن تذكر فيما تكتب أن انتصارات حجور تجتاح الجبال والأودية الفيسبوكية ليلا ونهار ، وأن دعم وإنزال وطلعات جوية دمرت كل رتل وتعزيز حوثي ، فيما تسقط حجور بوجع وحصار وشحة والإمكانيات وانعدام المستشفيات و الأدوية والإسعافات والقصف الكثيف ، وأيضا لا تنسى أن تذكر في أوراقك مهما كان عددها ، أن قادتنا و ساستنا يطلبون السلام ويقبلون أنصاف الحلول بعد أربع سنوات من الحرب والدمار ومعارك تقدم أنسحب .