هزة قلم!
أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل!
أعدم السيسي رجالات مصر النجباء، وشبابها الأتقياء الأوفياء، عزة حاضرها وقوة مستقبلها، بدم بارد ولم تطرف له عين هو وزبانيته من القضاة والسجانين والسياسيين المنافقين.
وأعدم بن سلمان خيرة رجال المملكة ونسائها، مفكرين وعلماء ورواد نهضة.
وكذلك يفعل الطغاة والمتجبرون في أماكن أخرى من هذا الوطن العربي الكبير.
لكن ليست الإعدامات هي المشكلة، ولا الاعتقالات اليومية، فهي مستمرة على الدوام بالسر والعلن ما استمر الحق والباطل في هذه الدنيا، وإنما المشكلة أكبر من ذلك بكثير! المشكلة تكمن:
- في الشعوب الجبانة الخانعة التي ترضى أن تقاد كالخراف، وتقبل أن يساق رجالها وأبنائها المخلصون كل يوم كالنعاج إلى مسالخ الجزارين.
- في المطبلين والمصفقين والمهللين الراقصين طربا لتلكم المجازر فرحا وتشفيا، وكأن الضحايا صهاينة عملاء، وكأن الجلادين عرب وطنيون مسلمون.
- في علماء السلطان، وويل لنا من علماء السلطان! دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.
- في مشايخ الدين المبقبقة بأفواهها بآيات وأحاديث حفظوها، ولم يعوا معانيها ومقاصدها، يسردونها ليذكروا الحاكم الطاغية، والقاضي الظالم، وعالمَ السلطان أن قاضي السماء موجود ومطلع على كل شيء، وأن الجزاء عليهم مردود، وأن الذنب لا ينسى والديان لا يموت.
ياسيدي الشيخ هؤلاء يعلمون ذلك أكثر منك، ومتيقنون منه أشد منك، ويفقهون ما تقول أفضل منك، لكنهم لا يرتدعون بالقرآن وآياته المنذرة، ولا تزعهم الأحاديث الناهية المخوفة الزاجرة، ولا الكلمات الرنانة المستعرة.
هؤلاء زبانية، لن يتوقفوا عن غيهم حتى تتوقفوا أنتم رجال الدين عن غيكم، فغيكم أعظم وأشد بلاء لأنه منوم للجماهير، مخدر للشعوب، وسلوككم المعوج هذا ليس إلا ترجمة حرفية للمثل العربي الذي يقول: "أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل".
الظلمة لا يتوقفون إلا إذا وجدوا أنهم بإرادة الشعوب الثائرة يصفعون، وبالجحافل المزمجرة يصطدمون، فلا يفل الحديد إلا الحديد: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسلَه بالغيب إن الله قوي عزيز!".
فكفوا عن الثرثرة أيتها العجلات المبنشرة! لا خير في أقوالكم وكلماتكم وخطبكم إن لم تكن أمواجا هادرة وعواصف مزلزلة، تهز جدران الشعوب الصماء، وتلهب مشاعر الجماهير العطشى للحرية!
تحركوا وحركوا الشعوب بالقدوة العملية الصائبة، ثم اتركوا المجال للسياسيين في تكملة المشوار!
أ. محمد الدبعي
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً