إيهاب الشرفي
فجرها الرئيس هادي و أعلنها واضحة كالشمس وقت الظهيرة ، قالها دون مؤاربة و على الملاء دون ستار ، كاشف بها شعبه ، و أعلنها للتاريخ عبرة و للعالم حقيقة ناصعة كبياض الثلج ، و لليمن و اليمنيين كشف ستارها و قشع ضبابها و لخصها قائلا "أيها الأخوة المناضلين .. أريدكم أن تتحملوا وأن تصبروا، إن الأزمة الإقتصادية وضرب الريال كانت مرتبطة بإسقاط الشرعية بحاجتين ، إسقاط الشرعية بالحرب أو تسقط اقتصاديا"
قالها هادي و هو القريب إلى شعبه و البعيد عن وطنه إجبار لا إختيار ، هناك من يسعى لإسقاط الحكومة الشرعية قاصدا وبكل وضوح حكومة الدكتور بن دغر ، التي أثبتت أنها جديرة بنيل ثقة الشعب و رئيس الدولة ، التي مرغت أنوف اعداء الوطن بالتراب و ما تزال صمام الأمان لهذا الوطن المكلوم و المغلوب على أمره ، معلنا أن أزمة إنهيار الريال مفتعلة هدفها إسقاط الحكومة و لا سبب أخر ، هدفها إزاحة رجال الوطن لتمرير مشاريع مشبوهة مرتبطة بأجندات خارجية و مطامع دولية و قودها الشعب اليمني و بيادقها مليشيات مسلحة تارة تشهر السلاح بوجه الدولة و أخرى تفرغ السوق المحلية من النقد الأجنبي .
قالها هادي و أعلن رفضه الضمني القاطع المساس بالسيادة الوطنية أو تغير الحكومة ، و بثها عبر الفضاء الواسع أننا نعرف كل شي و مدركين لكل ما يحدث على أرض الواقع ، و كتبها للتاريخ رسالة تتناقلها الأجيال ، بتنا نعرف الاعيبكم و معارككم العسكرية و المالية و لن تمروا ما دمنا أحياء و ما دام على سدة السلطة رجالا أوفياء بقدر وفاء الشعب لهم ، محذرا أي طرف يفكر أن يعيد اليمن إلى ما قبل (الإستقلال) أو أن يعيد اليمن إلى حكم الكهنوت (والإمامة) فهذا مستحيل .
أعلنها هادي و هو يقول بكل ثقة ، إن الشعب اليمني قد شب عن الطوق ، و أتخم بالجراح حتى أكتفى ، يصارحنا و كلنا نعلم حقيقة ما يقول و كلنا يدرك أن هناك أطراف دولية تسعى لخلخلة الحكومة و وأد حلمنا اليمني الكبير ، يخبرنا هادي أن نكشف حقيقه مخطط الأعداء و المتربصين بالوطن ، حين يشير صراحة إلى ثورة التكنولوجيا والمعلومات ، وتغير العالم ، و يطالب الشعب اليمني أن يتغير فقط وأن يمشي مع الركب و يستخدم سلاح التكنولوجيا لمواجهة التحديات و الصعاب الراهنة و يعدنا بالنصر العظيم .
وطالبنا كشعب أن نصبر و نتحمل ، وبلغة بسيطة من قلب صادق مجروح على وطنه يخاطبنا بنداء البعيد القريب أيها الأخوة أيها الأبناء يا أبناء اليمن الأحرار ، حاولت اليوم ان أخاطبكم مباشرة لأقول لكم بوقائع التاريخ ، وأن التاريخ لن يرحم ، نعم التاريخ لن يرحم أحد ، فإما أن نكون أو لا نكون ، يخبرنا وهو رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة ، ان هناك ضغوطات تمارس عليه لتمرير صفقات لن يغفرها التاريخ ، و تغير الحكومة التي يتكئ عليها بكل ثقة و تسانده بكل جهد ، يعلمنا برفضه القاطع لكل ذالك ، ويطالب منا أن نلتف حوله و نسانده بكل قوة و أضعف الإيمان بسلاح التكنولوجيا .
و والله انه لأكثر خطاب صادق و واضح في مرحلة حرجة جدا ، و إن لم نلتف حول المرشال هادي و حكومة بن دغر ، لن يرحمنا و لن يغفر لنا التاريخ ، و ستدفع الأجيال من بعدنا ثمن خذلاننا لرجال سخروا كل جهودهم و أنفسهم للدفاع عن هذا الوطن ،فلبيك هادي صبرا و تحمل و لبيك نصرة و مساندة ، بسلاحنا و أقلامنا و مواقفنا و أصواتنا و ارواحنا و ما ملكت أيدينا في سبيل الدين و الوطن .
وتأكد سيدي الرئيس ان الرسالة و صلت ، و أن الشعب يعي و يفهم و يدرك أهمية ما قلته و خطورة المرحلة ، و ان الحكومة لن تسقط و الريال لن ينهار و الإنفصال لن يحدث و الإمامة لن تعود ، و الموانئ ستفتح أرصفتها و المطارات ستضيئ مدارجها و النفط اليمني سوف يصافح أوربا و أسيا و الأمريكيتين ، و تأكد ان خلفك رجال لا يخشون في الله لومة لائم ، و شعبا صابر و مستعد أن يخوض تحت إمرتك غمار البحار و الصحاري و قمم الجبال ، و سيصنع الإنتصار العظيم و سيخلدك التاريخ و رفاقك الأوفياء في أنصع صفحات التاريخ .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً