إيهاب الشرفي
موجز القصة كلها أن وقائع التاريخ تقدم نماذج ماضوية مشوهة ولا تقدم نماذج تتجاوز سلبيات الماضي قدما باتجاه المستقبل ..
و هنا أقصد بهذا الكلام بأن نموذج رئيس الوزراء السابق " خالد محفوظ بحاح" ذا تاريخ مشوه نتاج فشله بالسيطرة على المشهد اليمني برمته .
بحاح شخصيه قيادية متناقضة لديه مشروع شخصي واضح المعالم تارة مع النظام الجمهوري و اخرى مع الملكي ، و ثالثها إنفصالي إنتقالي ، لا يملك اي موقف وطني ثابت تجاه قضية ما ، تجده كالنحلة من زهرة لأخرى ، حيثما وجد المال و جد خالد محفوظ بحاح ، و إن كان على حساب شعبه و وطنه أو حتى على حساب قضيته التي يتبنى مشروعها في صفحات التواصل الإجتماعي .
استطيع القول ان بحاح فرط برجال و شعب كان يحمل مشروعا وطنيا يتخلص من إرث التخلف والاستعمار ويبني اليمن ولكنه ، قابل ذالك بالتحالف مع قوى تعمل خارج سياق المشروع الوطني لصالح قوى تدفع مقدما ، بينما لو صبر قليلا وانجز المشروع الوطني الواحد الذي اجمع عليه الشعب اليمني ، لجنى أكثر مما تقدمه القوى الخارجية .
في الحقيقة مشكلة بحاح أنه لا ينظر إلى أبعد من أنفه ، و لا يريد أن يتحول اليمن من نظام إلى دولة لأن ذلك سيفقده القدرة على التسول و تنفيذ مشاريع الاخرين بشتى أشكالها ، في الوقت الذي يخرج هو ذاته من دائرة الحسبة او تقاسم الغلة بأقل وصف تقديري للمشهد الذي يلعبه بحاح دوما .
يمكن أيضا ان نلخص شخصية بحاح و الإنفصامية ، في النموذج البسيط التالي والذي يلخص مقدار الخيانة و التناقض الذين رافقا بحاح في مسيتره القصيرة كرئيس وزراء ، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن رئيس وزراء يقدم على هذا الأمر من منصبة ، ويرى أنه يفعل الصواب ، و من ثم سأدع لك الوصف الذي يمكن ان تطلقه على بحاح بعد هذه المعلومات التي ربما لم تكن تعلمها او انك تعلمها و لم تمعن فيها كثيرا :
عقد بحاح للقاءات سرية في مسقط دون علم الحكومة وتوقيع الهدنة الاقتصادية ورفض نقل البنك المركزي إلى عدن ما سمح للانقلابيين بنهب 5 مليارات دولار.
قام بحاح بجولات خارجية وتحريضه ضد الشرعية والرئيس هادي وتقديمه نفسه كبديل عنها ، ماجعله يخرج بعد ساعات من قرار عزله، بتصريحات هيستيريه ، هاجم فيها الرئيس هادي ووصفه بفاقد الأهلية وفقا لما نقلته صحيفة "رأي اليوم" ، والتي قال فيها بحاح «ان هادي تصرف انطلاقا من دوافع شخصية وأنانية صرفة، وانه فقد الاهلية السياسية والعقلية لاتخاذ قرارات مصيرية من هذا النوع»
ودعته مليشيا الحوثي من العاصمة صنعاء بشكل رسمي ، وظل يشيد بهم طويلا و يصفهم ب"الأخوة الحوثيين" وبالمقابل يهاجم الشرعية بإستمرار .
إصرار بحاح على الإبقاء للمنظمات الأممية في صنعاء وتسهيله للحوثيين التنسيق مع الأمم المتحدة بعيداً عن الشرعية والتحالف العربي.
رفض بحاح قطع العلاقات اليمنية مع إيران .. ومخالفته لإعلان الرئاسة اليمنية قبل أن تقوم الأخيرة بإصدار بيان تأكيدي بالقطع وسحب السفير من طهران.
بعد عزله عمل بحاح على توطيد علاقته مع دول أجنبية و شارك في إنشاء تشكيلات عسكرية تناهض الدولة و تتمرد على الحكومة و تهاجم الشرعية ، و اصبحت الوجه الاخر لمليشيا الحوثي .
سخر بحاح حسابته على مواقع التواصل الإجتماعي للنيل من الشرعية و التحريض عليها ، و أنشاء خلايا إعلامية تهاجم الرئيس هادي و الحكومة و تطالب بالانفصال و توالي الحوثيين .
هذا جزء من كل من شخصية بحاح .. ولك أيه القاري ان تطلق الوصف المستحق على هذا الرجل .!!
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً