محمد شمسان
اليمن وآمال المستقبل..!!
الساعة 06:56 مساءاً
محمد شمسان
لليمنيين الكثير من الآمال والتطلعات والطموحات الهادفة إلى تغيير الواقع وتجاوز صعوبات ومعوقات الحاضر ومخاطبة المستقبل وفق عقلية وطنية جامعة تواكب التطورات العصرية وترتقي بمستوى التفكير من حيز القول إلى مكان العمل وقدرة الفعل.

ومن أبرز الشواهد الدالة على ذلك - حجم الإصرار الموجود لدى مختلف الشرائح والفئات والمكونات السياسية والاجتماعية في وطننا الحبيب على السير نحو بناء الدولة المدنية الاتحادية الحديثة، والعمل على صناعة تغيير جوهري وحقيقي في شكل ومضمون المعادلة السياسية القائمة لتصبح أكثر اتزانا وأكثر نضجا ورحابة، وأكثر تكافؤا بين القوى الفاعلة واللاعبة على الساحة الوطنية.

لقد أضاعت النخب والقيادات السياسية والحزبية والثقافية والمدنية اليمنية العديد من الفرص للخروج من حالة الكلام والتجاذبات والانقسام والتباينات فيما بينهم، إلى أن وصلت الأمور حد الاقتتال والصراع المسلحة وعبر مراحل تاريخية مختلفة وخلال 6 عقود ماضية انهارت عقود واتفاقات ومصالحات مختلفة تسببت في إراقة الكثير من الدماء والأرواح في معارك انتصرت فيها الأهواء والمصالح الضيقة وخسر فيها اليمن واليمنيون.

ومما يدعو للحزن العميق والأسف الشديد هو عدم الاستفادة من تجارب الماضي، والإصرار من بعض القوى السياسية على تكرار أخطاء الماضي وتجاربه الفاشلة، بدلا من تجاوز الماضي والتعاطي الإيجابي مع متطلبات ومستجدات المراحل التاريخية المتعاقبة.

نعود إلى جوهر الموضوع- آمال المستقبل- ونقول إننا أمام فرصة تاريخية كبيرة لن تتكرر- لنتجاوز الماضي بكل ما فيه من أحداث ومشاكل وأخطاء وسلبيات وتجارب فاشلة- علينا جميعا كيمنيين أن نغتنم هذه الفرصة من خلال الشعور بالمسئولية الوطنية والتعامل الإيجابي مع الأحداث والأزمات والمشاكل القائمة، والتعاطي بحكمة وعقلانية كبيرة في متطلبات المرحلة والتغيرات السياسية والاقتصادية، وتقديم التنازلات لبعضنا البعض واحترام حالة الإجماع الوطني حول القضايا المصيرية، وعدم الخروج عن التوافقات السياسية والوطنية واللجوء إلى العنف واستخدام السلاح.

نحن جميعا في هذا البلد مطالبون بالتفكير بالمستقبل، وكيفية الوصول إليه بأقل التكاليف، ووفق رؤية وطنية جامعة تستنهض فينا عوامل النجاح والتطور والازدهار ومختلف صور الإبداع والتميز والمهارة في مجالات: التفكير والتعليم والتصنيع والإعمار والتشييد والبحوثات والدراسات، والارتقاء بمستوى تقديم الخدمات العامة والصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والثقافية والأدبية وغيرها.

وفي الأخير يجب أن يدرك الجميع وفي المقدمة النخب والقيادات السياسية والمدنية والثقافية أن القول أو الفعل السياسي والثقافي والمدني إذا لم يخاطب المستقبل وينتج عنه بيئة اجتماعية راقية وواعية وواقع مزدهر ومتنوع ومتطور في مختلف الجوانب الفكرية والعلمية والصناعية والاقتصادية والإبداعية والثقافية والفنية إذا لم يحدث ذلك فإن القول والفعل أو الجهد السياسي والثقافي والمدني يبقى مجرد لهو وعبث واستخفاف بالعقل البشري والقيم الإنسانية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص