بقلم /إيهاب الشرفي
مليشيا الحوثي تقصف المدن السعودية وتهدد الإماراتية وتدك اليمنية ، فتنطلق مقاتلات التحالف العربي ، تخترق السحاب و تحرق السماء وتغرق الأرض بدخان أسود قاتم لونه لا يسر العابثين ، تملئ الأرض بنيران السماء و تهز الجبال والوديان بغارات مكثفة لا تسمن ولا تغني من جوع ، سوى مزيدا من الفوضى و الكثير من الثكالى والأرامل ، ومضيعة للوقت و الجهد المبذول في سبيل إعادة الشرعية إلى صنعاء والتي طال إنتظارها .
وبعد ما يقارب من أربعة أعوام على إنطلاق عاصفة الحزم في اليمن واستمرار الأعمال العسكرية والإستراتيجية والحسابات السياسية ، ماتزال هناك طيران ال f15 و ال f16 و الميراج وغيرها من امبراطوريات السماء ، حيث معقل الحوثيين في صعدة تشن نحو 36 غارة و مثلها في الجوف والبيضاء ، و50 غارة في الحديدة وحجة ، و غارات اخرى في صنعاء و الضالع وأبين و ريمة وتعز وعمران و المحويت و مأرب و إب ، وغيرها من المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الإنقلاب الحوثية ، لكنها غثاء كغثاء السيل ، لا تحقق هدفا ولا تصل إلى غاية ، ولم توقف الأعمال العدائية ضد المملكة و دول الخليج ، أو توقف تهديد المليشيا في مضيق باب المندب ، كما هو الحال بالصواريخ البالستية و الطيران المسير ، ومخازن السلاح والإمداد .
في الحقيقة ليست العبرة بكثرة الغارات الجوية وما أكثرها ، بل بمدى تحقيقها لأهداف عسكرية ذات قيمة إستراتيجية ، تشل من حرية الحركة للمليشيا وتحد من قدراتها العسكرية وتحقق الغاية الجمعية من الطلعة الجوية ؛؛ و إذا لم تكن كل تلك الغارات الجوية مبنية على معلومات دقيقة وتستهدف أهداف عسكرية وذات قيمة جوهرية للمليشيا ، فليس من الضرورة بمكان ان تتحرك أسراب الطائرات وتنفذ غارات عبثية لا جدوى منها ، سوى مزيدا من الضحايا المدنيين ، و تراكمات من الرصيد العسكري المظلم لدى سجلات المجتمع الدولي ، والقوائم السوداء و الحمراء التي سيتم استخدامها لاحقا للإبتزاز السياسي والإقتصادية و ورقة ضغط خطيرة لتنفيذ اجندات وأهداف خبيثة لقوى دولية مختلفة يدركها أرباب السياسة في دول التحالف أكثر مني .
لا ينبغي باي حال من الأحوال أن تكون الطلعات الجوية والغارات العبثية ، نتيجة لردة فعل مبالغ فيه ، على مناوشات عسكرية تقوم بها مليشيات الحوثي ، الغرض منها جمع المزيد من الأخطاء العسكرية و إستخدامها ذريعة للضغط السياسي لدى المجتمع الدولي ، لأنه وغالبا ما يكون لتلك الغارات الناتجة عن ردة فعل عسكرية متسرعة مبنية على توقعات أو معلومات غير مؤكدة وغير دقيقة ، نتائج عكسية أو سلبية على المدنيين و الأبرياء ، وغالبا ما يكون ضرها أكثر من نفعها ، على الصعيد السياسي والعسكري والمدني .
ولست الحصيف هنا منفردا ، سوى اني نقلت ما شاهدته و عشته طوال الأعوام الثلاثة الماضية ، و ما يحتمه عليا واجبي الإنساني والأخلاقي والمهني ، في التحذير من مثل هكذا أخطاء جسيمة ، ندفع ثمنها جميعا ، و لا تقدم سوى الحجج و الذرائع لمليشيا الموت والدمار والعمالة الإيرانية ، كما أنها قد تعمل على إبطاء الحسم العسكري في اليمن والذي من شأنه إخضاع تلك المليشيا الانقلابية للسلطة الشرعية والحضن العربي .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً