ساقول لكم مالذي كان سيحدث بالنسبة لمن انتهزوا الفرصة للثأر من زمام الذي أطاح بزملاء له عندما تعين وزيرا للمالية في حكومة محمد سالم باسندوه يونيو 2014 .. اولئك الذين انبروا لكتابة المقالات والبوستات في مواقع التواصل.
أقول جازما بأنهم كانوا سيجدون في ذلك فرصة كبيرة واستحقاق قانوني لن يتخلى منه بشيئ لاعادته إلى خزينة الدولة.
شخصيا .. أتمنى أن نجد أمثلة تكون قدوه في التغيير وأن نجد المسؤلين وهم يقومون بأعمال ادارية لاتنتمي للثقافة المتراكمة التي تعتبر الوظيفة مكسب لامغرم.
ساحدثكم بخلاصة ما قراته وبمضمون الحملة الشرسة على محمد زمام المحافظ الجديد للبنك المركزي اليمني فهو لب الموضوع وبيت القصيد ..
أعترف لكم أولا إن من يجيد تحليل وقرأة الحملات المضادة للثورات أو للاعمال التي تحمل نوايا صادقة ودوافع جادة تكون عادة مجانبة للشعارات والأقوال المتباكية على الصالح العام.
إن الحملات والأخبار السلبية في الغالب يكون خلفها تفكير سلبي ومواقف ابتزاز للمسؤولين.
أولا: إن مشكلة أي محافظ يتولى البنك المركزي في مثل هذه الظروف معقدة للغاية؛ لن يستطيع العمل بمهنية.. خصوصا اذا وجد نفسه في مواقف مواجهة مع الجهات والشخصيات التي اعتبرته قريبا منها..
وبرأي أن المشكلة تكمن في الافتراضات التي تحسبها جماعات الضغط مسبقا في امكانية تجيير هذا المسؤول أو ذاك إلى حسابها وإن تحريكه لصالحها وتوظيف موقعه لتحقيق أهدافها سيكون مؤكدا؛ لكنها قليلا ما تجد نفسها مع اشخاص اذكياء أو مراوغين أو أقويا وأن التعامل معهم لم يعد مؤكدا ولا ممكنا ولامحتمل .. فتسارع للإطاحة بهم اذا كان الرجل الأول راضخا وضعيف.
محمد زمام برأي ذكي ومراوغ وقوي وفي راسه مشروع بناء.. والقيادة العليا ممثلة برئيس الدولة ورئيس الحكومة أقوياء والأزمات والحرب الراهنة عجزت عن كسرهما.
إنهما مقاتلان شرسان ولن يسمحا بوقف عجلة الجهود والأعمال التي تهدف إلى تعافي الإقتصاد وتطبيع الحياة بالاستقرار.
مقدمة طويلة وسرد ليس منه بد؛ أردت بهما أن احدثكم باختصار شديد عن مطابخ الحملة ضد "زمام" المحافظ.
إنها قيادات كبيرة في الدولة لديها أجندات خاصة مع البنك المركزي.. وجبهة مضادة تطالب برحيل الحكومة وتسعى إلى تكريس الفوضى.
وأحزاب دينية معك وضدك وضد كل شيئ.. وزملاء عمل لديهم مشاريع وعمائم صغيرة ومثقوبة.
زمام جاء بتوافق الجميع هكذا بدى الأمر بالنسبة لنا ولكل متابع ومهتم وربما كان الأمر كذلك ؛لكن زمام مسؤل كوفء وقوي ولن يخذل الرئيس عبدربه منصور هادي في انجاح الملف الذي اسنده اليه.
نحن بالفعل في لحظة فارقة والدولة تعيش نزيف عل كل المستويات ومما يزيد من حدة الصراع القوى السياسية المتصدرة للمشهد.
وكما حدثتكم انفا؛ لقد ادهشني واضحكني اجتماع ثلاثة مطابخ إعلامية يجري بينها نزال ومواجهة وحرب شرسة؛ لكنها اتفقت عندما اغلقت عليها بعض النوافذ في البنك المركزي لتفتح قصة راتب؛ هو باهض بالفعل لكن هذا ما كان سائدا حتى اجراء آخر.
منهم مواقع ونشطاء يتبعون حزب الاصلاح؛ والاصلاحيون كما هو معروف يريدون الاستحواذ على كل شيء ويستميتون في ذلك؛ كأنهم الورثة الشرعيون للدولة ، فيهم كثير من صفات الحوثة حتى في (التقية) .. إنهم اقصائيون ، لايثقون بأحد إلا بمن تم تزكيتهم من تنظيمهم.
ومواقع اخرى تتبع المجلس الانتقالي واعلاميون يتبعون قائد عسكري بارز .. وكلهم يتباكون عن راتب محافظ البنك؛ ولم نسمع جهة أو قلم تناول ذلك بما يحقق أثر يساعد على إعادة البناء وليس المضي على طريق الهدم.
وحقيقة الطريق طويل وشاق إلى أن نجد مسؤول يصحح مسار العمل بدأ بوظيفته.. كان يقوم مسؤول بالاستجابة لمطالب المجتمع حتى لو صنعت وتكونت في مطابخ المزايدات.
أتذكر في خريف العام الماضي كنت في مأرب وارت إعادة إصدار مجلة.. فوقفوا لي بالمرصاد. واغلقوا عليا كل باب!! .. غادرت مأرب إلى عدن ومن ثم إلى القاهرة وكرهت أن تكون صحفي ففيهم الكثير من الزيف وفيهم هينون كثير.
تواصلت وتابعت مع اصدقاء مقربين من أحزاب كنت اعلق عليها آمال كبيرة كمنقذ ربما يكون للبلاد ؛ لكنني لم أسمع سوا قصص تقاسم الوظائف والتخلي عن ما كان ينبغي عليها القيام به من أجل هذا الوطن الذي يستحق أن يعيش كريما وعزيز.
لذلك ساقول للرئيس عبدربه ولبن دغر ولزمام إن التحولات لن تتحقق مالم تقاتلوا بشراسة أنتم ورفاقكم في الحكومة وأن تبداو بتصحيح الاخطاء بدأ من مكاتبكم .. وإلى ذلك الحين ننتظر منكم عمل أكثر .. وعطاء أوسع .. و حتما سيكون لجهودكم أثر ومعنى.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً