نحنُ العامة ننشد وطن حر آمن مستقر ، تسوده المساواة والكرامة والعدل ، كلمة الفصل فيه تكون للقانون وحده .. أول خطوة تؤسس لذلك الوطن المنشود هي وجود دستور عصري متقن لدولة اتحادية ديمقراطية حديثة .. لقد كان الوطن قاب قوسين أو أدنى من إقرار مشروع دستوره المنشود ، الذي صاغت فصوله ومواده لجنة عالية الكفاءة بعد أن اطلعت على عدد من تجارب ودساتير دول العالم ، و درست نجاحات أنظمة الحكم الاتحادي فيها.
ذلك المشروع الوطني الكبير تمت عرقلته بشعارات دغدغت مشاعر المواطن البسيط الذي انطلت عليه الحيل وصدقها للأسف .. فنادوا من صنعاء بإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة .. ثم تمردوا على الدولة وانقلبوا على كل الاتفاقيات والعهود واظهروا نواياهم العدوانية الخبيثة تجاه الجميع .. وبنفس السيناريو الانقلابي الفاشل حاولت جماعات في عدن إسقاط الحكومة والاستيلاء على السلطة لكنها فشلت وتقهقر مشروعها الضيق ، ولازالت في حيص بيص من أمرها حتى الان.
أما الطرف الثالث فهو الانتهازي الأخطر ! حيثُ ينطبقُ عليه المثل الشعبي القائل " يرعى مع الراعي ويأكل مع الذيب".
وهو مستعد في أي وقت أن يتحالف مع ألد أعداءه بينما هو في الواقع يبحث عن مصلحة يجنيها ، وهي الوصول إلى سدة الحكم حتى على جثث و أشلاء الأبرياء من أبناء هذا الشعب.
كل الأطراف المعطلة لأعمال الحكومة الشرعية تتفق في الهدف ، وهو إعاقة عجلة البناء والتنمية ، لذا نراها تقلل من جهود الحكومة الشرعية و تختلق الأزمات تلو الأزمات التي تنعكس سلباً على سيادة الوطن وحياة العامة من الناس هي في واقع الأمر لا تريد التعافي والصلاح للوطن ، تريد انتزاع السلطة بالقوة أو بالمؤامرات والمزايدات بقضايا الشعب المصيرية ، وإذا لزم الأمر فلتكن الحرب ! كما قال احد المنافقين.
ستظل مشاريع أولئك المرجفون ومن يقف معهم أحلاماً و أوهاماً لأنها لا تلامس الواقع وتحاكي الحقيقة المؤلمة التي نعيشها .. ولهذا عليهم الإدراك أن عصر الانقلابات والفوضى والوصول إلى السلطة في سويعات خاطفة قد ولى وانتهى إلى غير رجعة ، وليس هناك طريق آخر غير الاحتكام إلى المرجعيات الدولية و الوطنية التي ترتكز عليها كل الحلول والتفاهمات الممكنة لإخراج الوطن من محنته العاصفة.
بعدها من يريد الوصول إلى الحكم ــ فرداً كان أو جماعة ــ عليه أن يتقدم ببرنامجه إلى الشعب الذي سيقول كلمته عبر صناديق الاقتراع.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً