صادق القادري
ذي قار
الساعة 11:45 مساءاً
صادق القادري
لم يجتمع العرب ولم يتحدوا على مرِّ التأريخ ،إلامانَدُرَ .وإن كان النادر يَحْفِرْ له مكاناً في الصدور ، فنذكره عندكل وجَعْ ولعلنا نجد عذْرا لتفرقهم ونفاقهم في عصرالجاهلية بماأنهم جاهلية ،ومايؤلمنا هو وجع اليوم ؛ من عربٍ ومسلمين ويعيشون الحضارة والتمدّن ،إلاأنهم في عمق الجاهلية والعمى ،فيما بينهم يحرقون الأخضرواليابس ،وكلٌ يخصص له دين وهويّة بحسب أغراضه ،وفي النهاية تتجه تلك الأغراض إلى مصالحة الذاتية ومن ثَمَّ إلى أجندة خارجية وإلى الدول الكبرى التي تتحكم بسوق الحرب والدمار . ويكفي الربيع العربي الذي دمر سوريا وكانت غنية عن التغييرفصارت في دوامة الحرب والدمار ولاداعي لحصرالمجازر والخراب فالكل يعلمها،ومثلها البلدالموجوع صنعاء وبعدأن سقطت حكومة «صالح» وجاءت حكومة «باسندوة»التي كانت أنجح الحكومات وماإن بدأ الناس يذوقون حلاوة العيش إلا والتنكيل يبطش بها من قِبَل النظام السابق والنظام اللاحق- ولاخير في حكومة بن «دغر» -إلا وطاحونة الحرب دارت رحاها كذلك لاداعي أن نحصي المجازر والدمار لاسيما ونحن فيهما . عداوات شديدة بين العرب أنفسهم وفيمابينهم داخل دولتهم لاحاجة للعدوالخارجي أن يتعب نفسة أويعرِّض ميزانيته للإتلاف والخسارة فقدوصلوا إلى ذروة التخطيط والإبداع . فهم يقاتلوننا بأيدينا. لذلك فنحن بأمس الحاجة إلى «ذي قار» ليتحدالعرب ويحمون العرب من العرب اولاً أما «ذي قارالجاهلية »فخلاصتها أن ثمة خلاف بين «كسرى الفرس» و« النعمان ملك الحيرة» ،فلماشعر«النعمان» بالخطر اودع أمواله وسلاحه لدى هانئ بن مسعودالشيباني ،أموال ودروع فارسل كسرى طلبا يأخذها. فرفض هانئ وكانت ثمانمئة وقيل أربعمئة درع من غيرالأموال فغضب «كسرى أبرويز » وهدد باستئصال «بكربن وائل »فنزلت «بكر »الحنو «حنوذي قار »فأرسل «كسرى »يخيّرهم بإحدى شروط ثلاثة : إماالإستسلام أوالرحيل أو الحرب فاختاروا الحرب إذ لامناص من الموت . وكان أول اصطدام مسلح مباشربين العرب والفرس وكانت اول معركة انتصر بها العرب مماأعطاهم الثقة بأنفسهم وجرَّأت العرب إلى الهجوم المباشر على بلاد الساسانيين الغربية . فعرب الجاهلية على الأقل فعلوها مرة وتركوا الحرب فيمابينهم وانتصروا فهل سيعقلها عَرَب اليوم ويتنازلواعن السلاح ليكون الحوار والسلام غايتهم من أجل الوطن أم أن الحرب ستأتى أكلها وينتهي الرئيس والمرؤوس . ✍صادق القادري
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص