ابراهيم ناجي
في ذكراها الـ«28» .. «الوحدة» وجدت لتبقى..!!
الساعة 08:26 مساءاً
ابراهيم ناجي
يحتفي اليمنيون اليوم ومعهم كل الخيرين والأنقياء والنبلاء في العالم أجمع - بالذكرى الـ«28» لإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني أرضاً وانساناً، والتي جرت مراسيمها في الـ«22 مايو 1990م» وهو الحدث الأهم والأبرز في التاريخ اليمني المعاصر الذي بات يحتل مكانة عظيمة في نفوس ووجدان عامة اليمنيين ممن يقدسون وطنهم ويعتزون ويفاخرون بحضارته وتاريخه وأمجاده والإنتماء له، والتواقين لتطهيره من كافة الأخطار والشرور، وإرساء مداميك ودعائم دولته الإتحادية الحديثة القائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة والتعايش الإنساني الخلاق.

تحل علينا ذكرى هذه المناسبة الوطنية العظيمة والمجيدة والخالدة اليوم ووطننا وشعبنا على موعد ومقربة من تحقيق إنتصاره الكبير والعظيم، الذي إنتضره طويلاً، والمتمثل في استعادة دولته، ودحر الغزاة والطامعين من مليشيا الكهنوت الحوثية الإيرانية الى غير رجعة، وتحقيق حُلم أبنائه الذي ناضلوا وضحوا في سبيل تحقيقه كثيراً، والمتمثل في التأسيس لدولة مدنية ديمقراطية حقيقية تضمن لهم حقوقهم، وتحقق لهم اهدافهم وغاياتهم النبيلة، وتمكنهم من إستعادة دورهم ومكانتهم وحضورهم بين الأمم.

ما نود قوله في اليوم الإستثنائي المجيد الذي التأمت وامتزجت فيه الروح اليمنية، واستقام فيه الإعوجاج، وصححت كل أخطاء وهفوات الماضي الغابر - هو أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى وتدوم وتستمر، ومهما تعاظمت الأخطار التي تحدق بهذا الوطن، وتعالت الأصوات الداعية والمروجة للفرقة والإنقسام التي يطلقها أولئك الأبواق ممن رهنوا وباعوا انفسهم لشياطين الخارج الحاقدين والناقمين على كل شيء جميل في اليمن - فإن لا خوف أو قلق على «الوحدة الوطنية» لأنها أضحت جزءاً من كينونة ووجود وحياة ومصير هذا الشعب، وثابتة ومترسخة ومتجذرة في روحة ووجدانه وعقله الجمعي، ووحده وبعزيمة وارادة قيادته السياسية سيحرسها ويحميها ويذود عنها، ويلقن كل من يضمرون لها الشر ويسعون للمساس بها من الخونة والعملاء وأربابهم في الخارج دروساً قاسية لا تنسى.

اليمنيون اكتوو كثيراً بنيران الفرقة، وتجرعوا الكثير من المرارات والعذاب الممتد جراء تعرضهم للخديعة، وما منيوا به من خيبات وانتكاسات طيلة السنوات المنصرمة علّمهم الكثير، وكشف لهم وعرّى كل ما هو زيف .. وبالتالي لن يسمحوا لأياً كان ممن الفوا ممارسة الكذب والدجل والمغالطة أن يشق صفهم، أو ينال من وحدتهم وغايتهم الأسمى المتمثلة في تحقيق وتشييد الدولة الاتحادية مجدداً .. ولنا في إنتفاضتهم وإصطفافهم ضد مليشيا الكهنوت الإيرانية، وما يسطرونه من إنتصارات وملاحم بطولية في مختلف جبهات القتال، خير مثال على أنهم أتقنوا الدرس جيداً، وصاروا قادرين على التمييز بين الخير والشر والحق والباطل جيداً.

ولن نذهب بعيداً ويكفي أن نمعن النظر في موقفهم المبهر والرائع الذي جسدوه الاسبوع قبل المنصرم وتمثل في توحيد خطابهم والتفافهم وتأييدهم ومؤازرتهم لرئيس وزرائهم دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وصيحتهم التي اطلقوها بصوت واحد في وجوه اولئك الطامعين والغزاة الجدد واعوانهم من العملاء والخونة والمنتفعين ممن سعوا للمساس بتراب «أرخبيل سقطرى» خير تأكيد على أن هذا الشعب بمختلف مكوناته وتوجهاته ومناطقه من المهرة الى صعدة صار على قلب رجل واحد مصطف خلف قيادته السياسية ممثلة بفخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي - بإنتظار لحضة الخلاص واعلان الانتصار وتطهير البلاد من رجس مليشيا الكهنوت الايرانية - ليباشر بعدها دوره وواجبه في البناء والتعمير والتأسيس لدولة المواطنة المتساوية وبمعزل عن الوصاية من أحد.

وعليه نقول: لكم ايها اليمنيون أن تحتفوا وتفرحوا وتبتهجوا بعيد وحدتكم المباركة والخالدة، ولكم أن تزدهوا وتفاخروا انكم استطعتم ورغم ما واجهتكم من تحديات واخطار ومؤامرات ودسائس أن تحافظوا على هذا المنجز الوطني الكبير والعظيم طيلة ثلاثة عقود متتالية - والى ذلك كله لكم ان تطمئنوا وتتيقنوا أن القادم حتماً لن يكون أسوأ أو أقسى مما مضى وكان وصار .. تخطيتم وتجاوزتم الكثير مما حُيك لكم ولوطنكم .. وما تسمعوه هنا أو هناك من نعيق وأصوات نشاز عن الانفصال والانقسام سيتلاشى قريباً جداً .. وغداً بلا شك ستفيقون على فجر جديد ويمن جديد ايضاً .. وسنحتفي ونبتهج ونغني ونرقص سوياً بعِيد وحدتنا القادم في «ميدان السبعين» قلب عاصمة دولة الوحدة، وسيصدح حينها النشيد الوطني في أرجاء هذه الأرض الطيبة .. ويبقى علم «الجمهورية اليمنية» شامخاً يرفرف في أعالي جبالها وسهولها ووديانها وريفها وحضرها .. وسنظل ونبقى نردد سوياً ودائماً وأبداً والأحيال من بعدنا: «تحيا الجمهورية اليمنية - وبالروح والدم نفديك يا يمن».

*نقلا عن «صحيفة الوطن الاتحادي»

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص