د/ألفت الدبعي
الحوثيون يقتلون القتيل ويمشون في جنازته :
منذ يومين أشار إلى صفحتي حسن زيد بأحد مواضيعه في الفيس بوك مستنكرا تحميلي المسؤولية الحقوقية والأخلاقية والتاريخية للحوثيين عن سقوط المدنيين بضربات التحالف الاخيره في صنعاء وقام بكتابة عريضة من المغالطات وسرد لأحداث منفصلة عن سياقها معتقدا منه أنه يدافع عنهم بهذه الطريقة بينما هو فقط يقودهم إلى جرائم أكبر .
وأقول لك هنا أن عملية التضليل في تفسير الأحداث التي تمارسها الجماعة قد انكشفت وأصبح أبسط انسان من معاناته من الجماعة يدرك أن جماعة الحوثي يقتلون القتيل ويمشون في جنازته !؟
إن إدانة الجرائم التي تقع على المدنيين التي استنكرت لماذا حملت جماعة الحوثي المسؤولية وليس طيران التحالف فأقول لك قضايا جرائم الحرب وخاصة تجاه المدنيين جرائم مدانه من أي طرف كان وهذا موقف معلن مني بشكل دائم سواء كان من ضربات التحالف أو الحرب الداخلية وكنت في بداية المقاومة من أوائل من استنكرت استهداف المدنيين عبر الطيران في الوقت الذي كان العديد من الناشطين في صفوف المقاومة صامتين بسبب جرائم الحوثيين تجاه المدنيين في صفوف المقاومة وما تحميلي المسؤولية الأولى لجماعة الحوثي حقوقيا وأخلاقيا وتاريخيا إلا بكونهم السبب والجذر الرئيسي لكل.ما يمارس حاليا من انتهاكات لحقوق الإنسان يسبب انقلابهم.
أما التبريرات الغير منطقية التي وردت في مقالك تحاول عبره تبرير انقلاب الحوثيين على السلطة بقوة السلاح والعنف فردي عليك كالتالي :-
1- أن التبرير للحوثيين وأخذهم للسلطة بسبب أن هادي وحكومة بحاح قدموا استقالاتهم ورفضهم العدول عن الاستقالة هو من جعل جماعة الحوثي تتحمل مسؤولية السلطة في حالة الفراغ عذر أقبح من ذنب فهو انقلاب بالقوة القاهره لا يوجد له أي أساس قانوني أو مرجعي وما كانت استقالة الرئيس هادي وحكومته إلا بعد أن وجهت الجماعة أسلحتها إلى منزله وقتلت حراسته، فالجماعة هنا هي من ألزمت الرئيس هادي على تقديم استقالته أو تبني مشروع إسقاط مخرجات الحوار وهو ما أفصحت عنه الجماعة بشكل سافر وصريح عبر وسائلهم الإعلامية بعد ذلك .
2- يتغاضى حسن زيد بأن الجماعة تتحمل مسؤولية إطلاق الرصاصة الأولى وإشعال فتيل هذه الحرب ابتداء من عمل المناورات العسكرية على الحدود السعودية والاعتداء الإيراني السافر على سيادة البلد عبر جيهان 1 وجيهان 2المحملة بأدوات الموت والقتل لليمنيين ولعله نسى أن العالم كله تابع الطيران وهو يقصف على مقر الرئيس الشرعي في عدن قبل أن يطلب الرئيس من أشقاءه العرب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وقبل استجابة الأشقاء بدخول عاصفة الحزم .
3- تقول ان حوار موفمبيك أثناء حصار الرئيس هادي أفشلته الأحزاب ولا أدري كيف تفكر بفصل كل سياقات ما قبل حوار موفمبيك الأخير وكيف تعتقد أن حوار بين ساسة ورئيس محاصر ومجبر على استقالة سوف يفضي لبناء دولة جديدة ،وما زلنا نذكر كيف حمزة الحوثي بعد هروب الرئيس هادي طلب من محمد قحطان ومن دمحمد العامري أن يوقعوا مذكرة بإسقاط مشروع الدولة الإتحادية والأقاليم وهددهم باقتحام منازلهم اذا لم يوقعوا على ذلك وفعلا تم اقتحام منزل قحطان والعامري ولم يسلم حتى منزل اخوك دعباس زيد الذي كانت مواقفه في اللجنة مشرفة ومنحازه للمخرجات والدولة الاتحادية والتوافق الوطني وتم اقتحام منزله تحت مبرر مشكلة عائلية بأطقم حوثيين ونهبوا منزله ولم يتركوا فيه شي .
وواضح أن الحوثي كان ينفذ يمينه الذي أطلقه أمام جمال بن عمر والدكتور أحمد بن مبارك عندما قال في معرض رفضه الاقاليم أن الشمال حقهم وأنه سوف يقاتل الجنوبيين حتى آخر جندي وهو ما صدق فيه فلم ينسحب من عدن حتى آخر جندي نزل للعدوان به على الجنوب .
4- الحوثيون لايحتاجون الإقرار والاعتراف بعلاقتهم بطهران وقد عملوا جسر جوي طويل إلى إيران فترة حصار هم للرئيس كما سافر كل قياداتهم إلى ظهران وفي مقدمتهم الصماد وأعلنت قياداتهم أنها ستقاطع العالم وان لديها بدائل إيران وفنزويلا كما أن قائد الحرس الثوري يومها صرح علنا أن سيطرة حلفائه الحوثيين على باب المندب يعتبر حماية لمقام السيدة زينب وهو ما يعني أن الحوثيين انقلبوا على السلطة وشنو الحرب من أجل حلحلة الملف السوري وليس ردا على استقالة الرئيس هادي وهو ما يقوله كثير من أتباعهم ولا ينكرونه !!؟
5- إجتهد الحوثيون في إفشال محاولات إيقاف الحرب وإحلال السلام والتي أصبح الوسطاء الدوليين والعرب يحفظونها عن ظهر قلب وجنيف 1 وجنيف 2 والكويت 1 والكويت 2 وما سبق من محاولات .
لقد احتل الحوثيون تعز وسفكوا دماء مدنيين في عدن ولحج والضالع كما قتلوا مدنيين في صنعاء دون أي محاكمات ، وأصبح التعذر بأن الشيخ حمود رفض انسحاب الحوثيين من تعز عذر أقبح من ذنب وهم ينشرون مقطع مجتزي من مقابلة في الجزيرة كاملة وجميع أبناء تعز يعرفون كيف كان يتم عرض فكره الانسحاب وكيف يتم التنصل ولو أرادوا الانسحاب لانسحبوا، وما تجربة اتفاقية ظهران الجنوب إلا مثل لتنصلهم عن اتفاقاتهم والتي صرح محمد عبد السلام أثناء خلافه مع صالح الأخير أن من رفضها هو حليفهم صالح بينما من متابعة مجريات الأحداث الأخيرة يكون الميل للرأي الذي يطرح أن إيران هي من طلبت إفشال هذا الاتفاق عبر محمد عبدالسلام خاصة أنهم لم يعترضوا على حليفهم اذا هو المتسبب كما يقولون .
ويكفي حسن زيد أن أذكره بإحاطة ولد الشيخ الاخيره إلى مجلس الأمن قبل تقديم استقالته وهو يقول أن الحوثيين هم المتسببين بإفشال جهود السلام لإيقاف هذه الحرب .
على حسن زيد أن يدرك أنه مالم تسعى جماعة الحوثي إلى فتح عوامل بناء ثقة كبيرة مع اليمنيين وانهاء كل مظاهر الانقلاب والعودة إلى مربع التوافقات الوطنية فإنها لا تعمل سوى قيادة نفسها إلى محارق جديدة وكل يوم يمر ستجد نفسها في مواجهة أكبر مع الشعب اليمني ومع الشر الإيراني .
وبدل أن تحاول الدفاع عنهم بتسويق مغالطاتهم التي أصبحت مفضوحة تستطيع أن تدافع عنهم بدفعهم للاعتذار للشعب اليمني عن كل الجرائم التي تسببوا بها وقوضوا بها السلم الاجتماعي والدفع بهم إلى العودة إلى تنفيذ التوافقات الوطنية والاتفاق على الية للعدالة الانتقالية تكشف الحقائق وتجبر الضرر وتضمن عدم عودة جذور الإنتهاكات والصراع في اليمن .
#اليمن_الاتحادي
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً