الوطنية بناء على ما سبق هي طريقة سلكها الدكتور بن دغر التي صاحبت سيرته منذ تعيينه رئيسا لأصعب حكومة في أدق مرحلة وأحلك ظروف فأقامها دولة "كعنقاء خرجت من بين الركام" .

الوطنية التي عرفناها من خلال بن دغر ، هي معيار الحب والوفاء لتراب الأرض التي نعيش عليها ، لا تقبل القسمة ، ولا تقبل المزايدة ، كما لا تقبل المساومة والتكلف و الإدعاء !!

الوطنية مبادئ خاصة لا تنبغي ولا تتيسر الا للصادقين والمخلصين ، لأنه في المقابل بكل بساطة يُعرك في محكها واختبارها الصادق والأمين ، ويسقط في مصاعبها واشواك طريقها الكاذب والأفاك المبين، ويعرف المدعي والكذاب الأشر، والمنافق الأثيم !!

الوطنية منزلة خاصة لا تنبغي الا لأولي العزم من الرجال ، لأن الأوطان لا تبني بالدجل ولا بالتمني والكسل والركون على الغير ، او انتظار معجزة من السماء تنقل من حال إلى حال بدون مقدمات جهود وتفان وإخلاص وولاء وتضحية من قبل الأوفياء الصابرين .

ولذلك ... من يقف في صف الوطن يسترخص الثمن الغالي الذي يدفعه في هذا السبيل ، لأنه زعيم مسؤول .

الوطنية هي ضميراً حياً دائم الحضور ، دائم اليقظة من أجل الوطن والأمة .

ولست مبالغا إن قلت بحق أن الدكتور بن دغر مثال حي للوطني القدير ، والوطني الغيور على أرضه وسيادة وطنه ، واستقلاله ، ووحدة ترابه وقرارة .. فتراه يعمل دون كلل ولا ملل ..

نعم بن دغر رئيس الوزراء يقوم بأعمال الكثير من الوزارات التي يتقاعس أو يتعذر وصول الوزير للعمل, كما أنه أصبح قبلة الناس حيث حل.

معيار الوطنية لدى الرجل من قبل ومن بعد وبما لا يستطيع أحد المزايدة عليه, بها يستدعي لم الشمل ونبذ الخلاف ، ويقتضي السلام عوضاً عن السلاح .

"بالروح والدم.. نفديك يا يمن" بتلك العبارة دوما يلهج بن دغر كلما خطب في الناس سواء بالمهرة او حضرموت وأبين و سقطرى وعدن ومارب وكل اليمن .. وبها يُطرب الأحرار ويرتفع منسوب الولاء للوطن وبهذه العبارة يزداد بن دغر رفعتاً في عيون شعب يشاطره هذا الحب للجغرافيا .

"بالروح والدم نفديك يا يمن" أيقونة الوطنية في زمن الحرب ونشيد الطلاب في مناطق الحصار, "بالروح والدم نفديك يا يمن" لقد أصبحت التعويذة التي تقهر أعداء الجمهورية والوحدة والطامعين في ثرى الوطن الغالي و الجريح .. فألف ألف سلام وتحية لكل وطنيٌ غيور .