وكذلك هو الأمر أيضاً بين تعامل الرجال النبلاء والكبار وابناء الأصول من المسئولين والقيادات الحكومية والشعبية مع افراد ومكونات والشعب خصوصا اولئك الذين سبق واساءوا اليهم .. وبين تعامل الأدعياء والانذال ممن لا يتحلون بأية قيم او ثوابت او حتى اخلاقيات .. حيث نجد النوع الأول يسمح ويعفو عن الآخرين بإستمرار، ويسمو ويترفع عن كل ماهو صغير وتافه .. في الوقت الذي نجد النوع الثاني مملوء بالحقد والغل واالكراهية على الدوام .. ويسعى الى الانتقام وتصفية حساباته من الآخرين كلما واتته الفرصة الى ذلك سيما عندما يكون الخصم ضعيفا او مصاباً بإحدى نوائب الدهر.
كثيرة جدا هي الشواهد التي تثبت وتؤكد صحة هذه الحقائق .. والتي تتحلى لنا بوضوح في واقع الحال الذي تمر به بلادنا اليوم .. والذي للاسف وجدت فيه «مليشيا الحوثي» في الشمال، و«مليشيا الإنتقالي» في الجنوب بغيتهما حيث نجدهما عاكفتان على تصفية حساباتهما مع كل خصومهم ومعارضيهم من افراد ومكونات الشعب اليمني على الدوام .. منتهجين في ذلك كل اساليب وطرق القبح والحمق والوحشية والبشاعة، وغير مراعين في ذلك ديناً ولا ذمةً ولا خلق .. وهو الأمر الذي بُثت على إثره حالة من الرعب والخوف في اوساط المجتمع اليمني بمختلف مكوناته وشرائحه، والذي صار الغالبية منه يتحاشون الاصطدام مع تلك العصابات تجنبا لنقمتها.
وعلى النقيض من ذلك نجد نهج السلطة والحكومة الشرعية والتي ضلت ولا زالت وستبقى تتعاطى وتتعامل وتنظر للجميع بإعتبارهم مواطنين يمنيين وكفى، وبعيدا عن أية اعتبارات اخرى .. ليجد فيها أولئك المقهورين والمغبونين ومن تجرعوا مرارات الظلم والتعذيب والتنكيل من قبل عناصر تلك المليشيات والعصابات بمختلف توجهاتهم - الحاضنة المثلى والأم الروؤم التي تحتويهم وتنقذهم وتقضي حوائجهم وتعيد لهم اعتباراتهم في اوقات الشدة والمحن .. لتتجلى بذلك امام الجميع حقيقة الفرق بين الاصطفاف مع الدولة ووالتبعية للمليشيات والعصابات الخارجة عن النظام والقانون.
في الحقيقة ما دفعني لسرد هذه الحقائق هو انني صادفت اليوم وخلال تصفحي موقع «الفيسبوك» منشوراً لأحد الاعلاميين المنتمين للمحافظات الجنوبية يدعى «صادق الجحافي» والذي اعرفه وغيري كثيرين انه صاحب نزعة مناطقية وانفصالية للأسف لا يمكن وصفها سوى بـ«المقيته» .. المنشور المؤرخ بـ«16 مارس ٢٠١٨م» بدا صاحبه يمتدح دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأمين عام رئاسة الوزراء الاستاذ حسين منصور .. ويثني عليهما مقدما كل عبارات الشكر والتقدير وذلك لموقفهما النبيل في التجاوب مع مناشدته خلال حملة التبرعات للطفلة المريضة خديجة ابنة الشهيد عبده محمد الأزرقي .. والتي وجه دولة رئيس الوزراء بصرف منحة علاجية لها مع تذاكر سفر ليتكمن اهلها من نقلها للعلاج في الخارج .. حيث قال الجحافي في بداية منشوره: «عندما تحس بمعاناة الناس .. فأنت نبيل .. وحين تشارك في رفع معاناتهم فأنت عظيم».
وطبعا الحكاية ليست هنا فأنا ادرك وغيري كثيرون ان مواقف دولة رئيس الوزراء الانسانية المماثلة لا تعد ولا تحصى .. اذ انه يقف الى جانب الجميع ويساعد كل من يلجاون اليه وعلى الدوام .. وما استوقفني انني تذكرت منشورا سابقاً للإعلامي «صادق الجحافي» وتحديدا أثناء محاولة الانقلاب الاخيرة التي قام بها المتردون الانفصاليون في «عدن» .. حيث نشر يومها مجموعة صور ظهر فيها وهو يقف امام بوابة معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية بـ«جبل حديد»، وممسكا بندقيته الآلية ضاحكا ومستبشراً، يؤكد ويستعرض امام الرأي العام ان المعسكر على وشك السقوط بيد من وصفهم بـ«ابطال المقاومة الجنوبية» .. ما يعني ان الرجل كان احد ادوات ذلك الانقلاب الفاشل الذي استهدف بدرجة اساسية الحكومة ورئيسها الدكتور احمد عبيد بن دغر.
اما الأمر الذي شدني اكثر ودفعني للكتابه هو عظمة ونبل وكرم دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر .. وحقيقة صفاء قلبه ونقاء سريرته وعفوه وتسامحه حتى مع اولئك الذين امعنوا واوغلوا كثيرا في استهدافه والاساءة اليه وسعوا كثيرا للنيل منه .. وبصراحة والحق يقال ذلك ليس جديد على «بن دغر» فما عرفناه منذ توليه رئاسة الحكومة الا فاتحاً مكتبه وحتى منزله لكل الناس .. يقابل الجميع دون تمييز أو تفرقة بين أحد .. ينظر للجميع بإعتبارهم مواطنين يمنيين وكفى، يصغي لكل شخص على حده، ويعطي كل شخص وقته الكافي - ثم يوجه في الحال بحل مشكلته أو إتخاذ التدابير اللازمة لإحتوائها .. وعليه لا نجد سوى ان نوجه له كل عبارات الشكر والتقدير والتبجيل والثناء .. وما نتمناه ان يعي اولئك الحمقى ممن لا يزالون راهنين انفسهم للمليشيات والعصابات التخريبية حقيقة الفرق بين رجال الدولة وبين مافيا العصابات .. وان يكفوا اذاهم وافتراءاتهم بحق الحكومة ورئيسها، والدولة ورجالها بشكل عام .. ويتيقنوا تماما ان هذه الدولة وحدها ستظل وتبقى الملاذ الآمن لكل اليمنيين.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً