ما الذي سيحدث في عدن ان استمر غياب القيادة الشرعية المعترف بها دولياً والمتوافق عليها محلياً والمتمثلة في رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر؟
تابع الجميع دعوة الوزير صلاح الصايدي إلى عودة الرئيس عبدربه منصور هادي وهي دعوة تحمل هماً وطنياً عميقاً، وتنبه في الوقت ذاته إلى خطورة بقاء العاصمة المؤقتة خالية من رأس السلطة التنفيذية بشقيه الرئيس هادي ورئيس الحكومة بن دغر، وهو أمر يجب ألا يطول فما شهدته عدن من تجاذبات واختلالات خلال الايام القليلة الماضية لا يجب ان يمرر بسذاجة فيتفاقم السوء في المدينة ومحيطها.
لم يتمكن التحالف من حماية الرئيس هادي في الداخل ففهم الجميع ان حياته ومستقبل الشرعية في خطر من وجوده، لذلك ظل في محل إقامته في الرياض طيلة فترة الحرب، لكن وجود بن دغر ملأ الفراغ وقام بواجب السلطة والشرعية بكامل الامكانيات المتاحة رغم كل التحديات والتناقضات وكذا المخاطر، وقد كان يصرح -دولته- عن توجيهات القيادة السياسية ومتابعتها لكل ما يجري من الرياض.
حقيقة ما يجري في عدن يلخصه ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات عن احد القيادات الشابة للمجلس الانتقالي ينتقد مسؤول الأمن الأول في عدن، شلال شايع، نعم هذا قد يستغرب للحظة لكنه يشير إلى ان الوضع في عدن مشارف على انفلات بين اعضاء الانتقالي الأمر الذي ينذر بانعكاسات سلبية على الشرعية أيضاً من خلال تحملها للفوضى التي ستنتج في الشارع من هذا الإنفلات، وهنا فقط ندرك اننا لم نصل بعد إلى وضع مؤسساتي ثابت وراسخ للأسف يمكن الاعتماد عليه، وهو أمر طبيعي في حلة حرب واحتقان شعبي وتهديدات من كل الجهات، ولولا الظرف الطارئ الذي استدعى مغادرة رئيس الوزراء لما كان تبدى ذلك، وعليه يجب الانتباه من ان الفراغ اليوم في العاصمة عدن وكذا المغامرة في أي إجراء مفاجئ قد يفجر الوضع مجدداً.
ما وصلت اليه عدن من استقرار ووضع خدماتي جيد لا يستحق المجازفة، هذا المكسب الوطني للشرعية ولعدن ولأبناء عدن وحتى للمجلس الإنتقالي نفسه كونه يمثل معارضة شرسة على الأرض، لا يحتمل الفقدان فقد تحقق بعد عناء كبير وتكلفة باهضة، وأي محاولة من أي طرف لخوض مغامرة التغيير في وضع عدن، حتى ولو من باب التطوير والتحسين يجب ان يراعى الاحتقان الموجود والذي بدوره سيخلق فرصاً لفوضى لها أول وليس لها من آخر.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً