أحمد محمود السلامي
الحوثي ومجلس الزبيدي اجساد بلا عقول
الساعة 02:05 صباحاً
أحمد محمود السلامي


عرفت اليمن الحزبية والتعددية السياسية من منذ فترة طويلة الانها لم تستطع أن تستوعب ازمة خطورة الهاشمية السياسية على اليمن كدولة فسعت هذه القوى تبحث عن مناكفات سياسية في إطار تبني قضية الحوثي وتسويقها بصفتها مظلومية لاتمرد يهدف لاساقط الدولة اليمنية في إطار فكرة الإمامة.

فجل ماحملته تلك الأحزاب هو سعيها لكسب ود الحوثي سياسيآ. واجتماعيآ دون التفكير بما تحمل هذه الجماعة من مشروع وما سيدفع اليمن من ثمن باهض يطال كل مكوناته بسبب تخاذلهم و تجاهلهم بمايحاك لبلد يدعون أنهم يعملون على إصلاحه.

وهو نفس الخطأ الذي ارتكبتها تلك الأحزاب في حق الجنوب دون معالجة اضرارهم ليتحول إلى تراكمات وهي التراكمات التي ولدتها حرب صيف 94فغياب البعد السياسي وتجاهلها لما خلفته الحرب كان وراء. ولادة الحرك كنواة يعكس حجم الامتعاض لتتطور من مطالب حقوقية إلى مطالبة بالانفصال .وهو مطلب سعى إليها بعض الساسة الجنوبيين ممن يفتقرون إلى مشروع سياسي مستفيدين من احتقان المحافظات الجنوبية ضد النظام الحاكم في صنعاء ليسعى هؤلاء الساسة لتوظيفه في إطار مصالحهم الخاصة وهو ماكشفته الأحداث التي شهدتها مدينة عدن عند اجتياح الحوثي لها لتبين مدى ركاكة الحراك بالدفاع عن عدن خاصة أن قيادة الحراك كانت وراء سقوط العند وتسليم الصبيحي ورفاقه من القادة العسكريين لتظهر ايضآ أن تلك الأبواق و المتشدقين ليس أكثر من دمى تعمل لصالح الحوثي وصالح أكثر ماتعمل لصالح جماهير الحراك وهو ماعكسته حكومة الحوثي التي تمثل قيادات الحراك أحد نواتها.

لتحسم معركة عدن بمساعدة التحالف فيتولى الحراك إدارة عدن عبر الزبيدي بعد إزاحة البكري نتيجة. مطالبة الحراك بضرورة اسقاطة بسبب خلفيته السياسية ليفرض الزبيدي وقيادة الحراك نفوذهم على عدن بكل مفاصلها ورغم ذاك لم يستطع الحراك تأمين عدن ولاتوفير أبسط الحقوق الخدمية لساكنيها فعدن تعيش أزمة رواتب وأزمة مياه وأزمة أمنية وسياسية رغم تحويلها إلى عاصمة اليمن وتحويل البنك المركزي إليها الانها لم تقل عن صنعاء سوآ بل تزيد. ليجعل الحراك عدن مدينة تحمل الخوف لسكانها وهو الخوف الذي أصبح يساور الجميع فعدن عاصمة رعب تحمل الموت . كيف وهم يرون رئيس جمهورية غير أمن وحكومة لاتغادر مكاتبها وقائد ألوية الحماية الرئاسية غير قاد على مغادرة مطار عدن لتصل إلى منع وتهديد رئيس الدولة كل تلك الاعمال كشفت مدى هشاشة القائمين على الحراك وأن ضنون الجنوبيين أنه مظلتهم كان مجرد وهم ليكتشفون أن مظلتهم لن تقيهم من الشمس فكيف تقيهم العواصف.

هكذا اوصل الحراك ونخبته السياسية العاصمة عدن إلى حافة الحرب الأهلية بعد أن ضن سكان عدن أنهم قد تجاوزوا خطر الحرب بفضل التحالف وهادي ليجدوا أنفسهم أمام مخاوف جديدة يمثلها الحراك وقيادته بسبب اطماعهم.

فبدل من استيعاب المرحلة وتوظيفها لصالحهم في إطار الشرعية الدولية والإقليمية بصفتهم جماعة متحضرة ورجال دولة يبعثون رسائل تعكس حجمهم لكل من يتابع سير الأحداث في اليمن ليخرج بنتيجة بأن الحراك عصابة وليس رجال دولة فالعصابة لاتستطيع أن تتحول إلى دولة نتيجة ماتعيشه من أحقاد وكراهية لكل من حولها ومن يحمل هذه الصفات لايستطع التفريق بين العمل السياسي بصفته رجل دولة يوظف نفسه ومحيطه لخدمة مشروع وهب حياته لخدمته وتحويله إلى واقع يلامسه كل تلك الجماهير الذي كان لها الفضل في تقلده مناصب عليا بدل ضياع تضحية من اغترو بزيف أقوالهم وخطاباتهم التي لم تكن نابع من إيمان بقضية بقدر ماهي تلاعب بعوطف الغاضبين .

نفس الاسلوب تمارسه جماعة الحوثي فهي تعمل على تسخير الوظيفة العامة والمال العام لخدمة أجندتها متجاهلة الغالبية من أبناء اليمن لتسوق نفسها على أنها سلالة طاهرة بينما بقيت الشعب عبارة عن انجاس خلقهم الله لخدمتهم وهي ثقافة ظلت الهاشمية السياسية تزرعها في عقول أبناءها وهي ثقافة تمزيق لايمكن لحملتها أن يدعون أنهم يدافعون عن كرامة الإنسان اليمني متناسين أن من يرى نفسه فوق البشر لايمكن أن يدافع عنهم بل يسعى إلى ابادتهم.

هكذا أثبت الحراك والحوثيين للعالم ولمن كان يتخيل أنهم كسبو جماهير غفيرة من خلال سعيهم لرفع لمضالم التي كانت وراء وجودهم كقوى سياسية ليثبتون أنهم ليس الامجرد للصوص يوظفون أزمة مناطقهم للاستحواذ على مايمكن نهبه.

للاسف علمتنا التجارب عدم قدرة اللص أن يسوق نفسه للعالم بأنه رجل دولة يحمل هم شعبه كما عمل الاكراد في تركيا والعراق متجاوزين كل تلك الأحداث الدامية التي تعرضوا لها. من نظامي تركيا والعراق فجعلوا من اربيل نموذج لتعايش السلامي لكل العراقيين وليس للأكراد وحدهم فيتحالفون مع السنة في حال شعروا بسعي الشيعة للاستفراد بالدولة بصفتهم عراقيين ويفاوضون العالم بصفتهم اكراد لهم هوية مستقلة فما بالك بالحوثي والحراك تلك الفئة التي لم تعي ماهي الهوية ماجعلهم مجرد رهائن يتقاذفهم الساسة الكبار بين أقدامهم لمعرفتهم أنهم أجساد بلا عقول لايفرقون بين الخطاب السياسي والخطاب التعبوي المبني على تدمير نسيج شعوبهم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص