حمزة الكمالي
على البخيتي ودورة حياة الذبابة
الساعة 05:24 مساءاً
حمزة الكمالي

حمزة الكمالي :

هناك كائنات طفيلية تعتاش على الضجيج والفضلات ولا يهمها ان تنتقل الى اكثر الأماكن قذارة اذا وجدت فيها مبتغاها وهي في مسعاها هذا لا تتردد في نقل ما تحمله من وسخ الى الاخرين وهي تسعى للاقتراب منهم ,, فمشكلتها ليست مع شخص او موقف بذاته ولكنه اسلوب حياة لا تستطيع الفكاك منه فهي لا تجيد غيره .
وبملاحظة اخر شطحات علي البخيتي هو قيامه بمهاجمة الدكتور رشاد العليمي ومحاولة الاساءة له وهو يبث سمومه بدعوى حرصه على المؤتمر –حزب الدكتور رشاد احد مؤسسيه ومن اهم قياداته- وتعريضا بالدكتور وتعز ومؤتمرها بأسلوب مناطقي غير مستغرب من المدرسة التي ينتمي اليها وترعرع فيها امثاله .


الدكتور رشاد الشخص لا يحتاج للدفاع عنه من هكذا تخرصات ولكنه رمز وطني وهذه المحاولة للإساءة له ولتعز هو استهداف ابعد من ذلك للوطن ككل فابن تعز هذا هو التعبير الامثل عن ما تمثله تعز كقلب نابض لليمن ككل واساس لا غنى عنه لبناء الدولة تعز الجغرافيا والتاريخ الديموغرافيا والانسان والشعور الوطني .


وكلاهما يمثلان الوجه الحقيقي للمؤتمر الذي اريد له ان يكون مشروع يمني جامع وحامل رئيس للفكرة الوطنية في بناء يتقبل الجميع بغض النظر عن اي أيدولوجيات او افكار تؤمن بها ما دامت في السياق الوطني وبغض النظر عن تأثير الرئيس وقتها والاخطاء والاخفاقات ومنها تحويل المؤتمر الى مجرد جهاز للسلطة والسيطرة والحكم الا انه وبتأثير الاسس التي قام عليها وبوجود رجال دولة كالدكتور رشاد والدكتور الارياني وغيرهم كثير بمختلف خلفياتهم الفكرية والسياسية هم من صنعوا منه ذلك البناء الفعال والديناميكي والذي نراهن الان على رجوعه كقوة وسطية تعمل كرافد لاستعادة الدولة .


هذا الاستهداف ليس لرشاد العليمي ولكن للمؤتمر الفكرة والمستقبل تحت ذريعة الحرص عليه .
يقال ان التاريخ يكرر نفسه اولا على شكل مأساة وفي المرة التالية على شكل ملهاة واتصور الكوميديا الفجة وعلي البخيتي يتمثل ادولف هتلر عندما انضم للحزب القومي الاشتراكي الالماني كجاسوس ومخبر للأمن يحاول ان يبدي ولاءه المفرط وحرصه الزائد لكسب الثقة وفجاءة يتحول الى قيادي .


هذا الشخص الذي يكاد يتفق الجميع بما فيهم هو على توصيفه كشخص يقدم نفسه بانه قادر على الدفاع عن الموقف وضده معتقدا بذلك انه عرض مميز لموهبته في اقتناص الثمن الاعلى كلما حصل على فرصة ومشتري جديد ويتحول المالك او المستأجر السابق لمواقفه الى مجرد مرحلة استفاد منها في الظهور ورفع سعره .


لكن التحليل العلمي لعلي البخيتي يشبه ما درسناه في علم الحشرات عن دورة حياة الذبابة التي تبدأ كبويضة عديمة الملامح والتوجه ولا يمكنك ان تميز نوعها او اي صنف من الحشرات تنتمي له تفقس هذه البويضة في الوسط العفن الذي تتواجد فيه لتتحول الى دودة تمارس زحفها وتتغذى على الفضلات المحيطة بها للتحول بعدها الى مرحلة اليرقة التي ينبت لها جناحين وتبداء بالطيران وقد تخدع المشاهد العادي فيظنها نوع من الفراشات ويعجب بها او يتابعها لكنها لا تلبث ان تكشف طبيعتها الحقيقية مع اكتمال نموها الى ذبابة كاملة اذا وجدت امامها زهرة وكومة فضلات لا تتردد في ان تتجه الى الفضلات حيث تنتمي كونها لا تحمل مبداء او شيء مفيد ولا تعرف سوى الانتهازية .


دورة الحياة هذه تستطيع تفسير الحيرة من التعريفات المختلفة التي يقدم نفسه بها بدأ من ناشط سياسي او حقوقي او اعلامي او حتى نسوي اذا كان هناك مجال للاسترزاق وبيع المواقف , قدم نفسه على انه اشتراكي وتبين بعد ذلك انه كان يلعب دورا لاختراق الحزب لصالح الحوثيين ثم انكشف انه كان مجرد عين لصالح على الحوثيين والله وحده يعلم اي اطراف اخرى يخدم في كل مرحلة فهو قد تعدى ما يعرف بالعميل المزدوج وحتى الثلاثي الى العميل المتعدد المفتوح الذي لا يعرف الاخرون وربما هو نفسه لا يعرف ولائه الحقيقي لمن وهكذا ابداع يجب ان تستفيد منه شركة سامسونج لتقتبس منه برمجة نظام متعدد الشرائح مفتوح بلا حد وفعال .


هذه العلاقة الغريبة بالسفارات والمراكز الغربية والتي تدهش البسطاء والعامة ويتفاخر بها كما تفاخر يوما من الايام بصورته وهو يحمل التومانات الايرانية بين يديه ربما ليس حبا بإيران ولكن اعلان ممول انه يوجد عميل تحت الطلب وهي في نفس الوقت استراتيجية ذكية للهروب للأمام باعلان عمالته حتى  قبل ات يتهمه احد في ظل ثقافة مغلوطة تنظر لأمثال هؤلاء انهم شخصيات عامة .


علي البخيتي الذي اتى ليزايد اليوم على المؤتمر كما زايد على صالح في مرحلته الاخيرة وهناك اصابع اتهام موجهة له انه كان له دور رئيسي في تصفية صالح والاسواء من ذلك ما تكشف جليا بشكل لاحق بمحاولته الفجة والوقحة للاستفادة من تامره ذلك لتحقيق طموحاته الشخصية وكذلك استخدامه كسلاج للإساءة للأخرين في مبالغة لإخفاء دوره .


ما لا يعرفه ان الثبات على موقف اخلاقي ووطني وان تغيرت تموضعاتك ليس ضعفا او ضيق افق مهما بدا ذلك الموقف مكلفا والدفاع عنه صعبا , أما ان تمارس الاعيبك المنحطة والاعتقاد بانك تستغفل الناس وانت تمارس الابتزاز الرخيص والاساءة للأخرين في النهاية لن تفيد بشيء سوى تعريتك من اخر اوراق التوت ولن تستر عوراك  وقتها الاوراق الخضراء .


اولئك الذين يملكون القدرة على تبديل وجوههم باستمرار هم من لا يملكون وجه من الاساس وتبديل المواقف سهل على من لا يمتلك القدرة على اتخاذ موقف صادق لان الموقف هو قناعة فكرية وشجاعة وتضحية ببعدها الوطني خصوصا في هذه المرحلة الحرجة والتي تغربل الناس وتسمح بهكذا ظواهر شاذة وانتهازية بالطفو على السطح .


احترم أولئك الذين اختلف معهم عندما يحترمون مبادئهم وافكارهم وقناعاتهم وتتسق مواقفهم مع رؤيتهم ومبدئيتهم ,, هذا الشي الذي لن تستطيع فهمة في الدكتور رشاد فهذا الرجل الذي يمتلك قيمة ادبية وعلمية وعملية قبل ان يصبح حتى قيادي ورجل دولة يتقلد أعلى المناصب والمسؤوليات , استطاع ورغم كل سلبيات المرحلة السابقة ان يترك بصمة متميزة في وزارة الداخلية يعرفها منتسبي الجهاز الامني ولمسها المواطن العادي ولكني اكتفي بان اذكر مأثرة واحدة لو كان اكتفى بها لكفته وهي تلك الطفرة التي احدثها هذا الرجل الاكاديمي والاستاذ الجامعي في مشروع تأهيل كوادر وزارة الداخلية وتشجيعهم على اكمال مسيرتهم الاكاديمية حتى يتحولوا من مجرد درك الى رجال قانون وعلم يحملون شهائد الماجستير والدكتوراه مؤمنا انه وان كان هناك الكثير من السلبيات والعراقيل في الواقع الموجود وقتها فانه باستثماره في التعليم والتأهيل يضع اللبنات لمستقبل تتحسن فيه الاوضاع ويجد فيه الوطن من ابنائه من هو مؤهل لتحمل المسؤولية بعكس تيار التجهيل القائم وقتها .


رشاد العليمي الذي اختلفنا معه ووقفنا ضده ايام الثورة ضد صالح ونظامه وظل ملتزما بقناعاته في اعتبره من الوقوف مع الرئيس صالح هو السبيل الاسلم الى حل يحفظ الدولة وهو ما تكلل بعد ذلك بالحوار الوطني الذي وجدنا فيه الدكتور رشاد وهو اقرب الناس الينا عندما اتقسم الجمع الى طرف مع الدولة وبنيتها وهيكليتها وطرف مع التشرذم والطائفية والمليشاوية وجماعات المصالح التي تصارع بعيدا عن الدولة والمواطنة .


اما علي البخيتي وبسب شدة تقلباته وتناقضاته لا تستطيع على وجه الدقة معرفة موقفه في كل مرحلة فهو يغير موقفه قبل ان يرتد اليك طرفك ولهذا لا استطيع الجزم بسبب واحد لمهاجمته الدكتور في هذه المرحلة فقد يكون خدمة لطرف خارجي او داخلي او مجرد مقامرة ومحاولة للظهور باستهداف شخصية محورية في سياق طموح شخصي خدمة لمخططه بالتسلل لداخل المؤتمر ولعب ادواره المشبوهة من خلاله .


هذا الذي يصف نفسه بالقيادي في الثورة الذي يعتذر عن الثورة ودوره فيها لا يختلف عن الذبابة التي قضت جل نهارها فوق انف الثور وهو يحرث الحقل لتعود اخر النهار وتخبر قرينتها كم هو مرهق حرث الحقول وهي التي لم يجذبها سوى الفضلات والروث والسلبيات لتعتاش عليها .


يا بخيتي ثورتنا السلمية لم يكن لها قيادة كانت ثورة شعبية طليعتها الشباب والتحق بهم الاخرون والتزمت بنهج السلمية في اطهر واشرف وانبل حراك شعبي واجتماعي,, كلنا كنا قطرات في فيضان نهر الثورة الهادر وهو دور سنظل نفخر به كاهم عمل قمنا به في سبيل الوصول الى دولة حقيقة قائمة على العدالة التي ضحى الشهداء بدمائهم الزكية من اجلها هذه الدولة التي انقلب على مشروعها جماعتك التي كنت لسانها ووجها وقاعدتها الخلفية ويحق لك ان تتخذ صفة القيادي فيها بالتحالف مع زعيمك الذي حولت ولائك الظاهري له وتتباكى عليه اليوم ودمه يظهر على يديك ليكشف دورك وتامرك في مقتله .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص