لكن أن تتغير التوجهات حسب مقتضيات الحاجة، أو حسب المصلحة، كأن يتحول المرء الى حذاء ينتعله كل من استطاع السير به .. فهذا ما لا يُحترَم، ولا اجد سوى أن أسميه إنحطاط بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أما ما المناسبة لقول ذلك فهي مناسبة الذكرى السابعة لثورة «11 فبراير» المجيدة .. هذه المناسبة ذكرتني بالمؤتمريين عندما اتهموا الشرفاء من زملائهم يومها بالخيانة فقط لأنهم أيدوا فكرة الثورة التي قامت على حكم عائلي امتد لـ«33» عاماً، حيث رموهم حينها بأقذع الصفات، وأسوأ الألفاظ والمسميات، لأنهم أيدوا فكرة تغيير الرئيس الراحل «رحمة الله عليه» وهم محسوبين على حزب المؤتمر.
لم ينقلب الشباب المؤتمري المؤيد حينها على الحزب، ولم يبدلوا انتمائهم لحزب آخر، فقط فصلوا بعقولهم الناضجة بين الحزب الذي ينتمون إليه وبين رئيس الجمهورية الذي كان يرأس ذلك الحزب .. وأرادوا تغيير الحكم وليس تغيير الحزب .. فإتهمهم الأوفياء جداً للرضاعة المتمثلة بشخص الزعيم صالح آنذاك بالخيانة وعدم الوفاء وتغيير الإنتماء..!.
طبعاً المشكلة ليست في غبائهم ونفاقهم في ما ذكرت .. ولكنها تكمن في أن أولئك الأوفياء جداً للزعيم آنذاك، ما أن توفى زعيمهم حتى بدأوا يتمسحون ويتقربون من الرضاعة البديلة التي تتمثل هذه المرة بـ«مليشيا الحوثي».
امتشقوا أسلحتهم «الأوالي والجعب» وربوا «القعشات» وبدلوا الأناشيد التي تمجد الزعيم، وتلمع أبن الزعيم بتلك الزوامل التي تؤله زعيم تلك المليشيا وتصب في خدمة ما يمكن ان نسميه بـ«المسيرة الشيطانية».
نسوا «الرئيس الاسطورة .. وفارس وحكيم العرب» كما كان يحلوا لهم ان يسموا زعيمهم «صالح»، وذلك بعد أن أدركوا فقدانه للقوة والسلطة والمال، والقدرة على حمايتهم ومباركة فسادهم ولصوصيتهم..!!.
هرعوا يتجملون لدى ارباب نعمهم الجدد متبعين كل أساليب النفاق التي كانوا يفصلونها لـ«صالح» ليفصلوا اجمل منها أو ربما هي نفسها اللهم أنهم جردوا «صالح» منها ليهدونها للمرضعة الجديدة سعياً للحصول على مكان في حضنها الدافئ .. بعد أن غزى حضن المرضعة القديمة «صالح» البرد الزمهرير.
وعليه أقول لهؤلاء الكائنات المتحولهة: من يا ترى أشرف من الآخر، أنتم الذين تخليتم عن «صالح» في ضعفه؟ .. أم أولئك الذين واجهوه بقناعاتهم ورفضهم لبقائه على كرسي السلطة هو في أوج قوته ومجده؟! .. أيهما اشرف: أنتم الذين تحولتم من قدمه إلى حذاء «السيد»؟! .. أم أولئك الذين أبوا أن يكونوا ادوات او توابع لكلاهما.؟! .. اعيدوا حساباتكم أيها اللصوص والمنتفعين البلهاء .. الأنسان مبدأ وقضية وقناعة وثوابت .. وما سوى ذاك يصبح كائن شاذ.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً