د.حمزة الكمالي
عندما تكون في قلب المعركة وفي مواجهة التحديات والمخاطر يمكنك ان تتحمل بسهولة ضربات الاعداء وهجماتهم وحتى اتهاماتهم الباطلة , لكن الاشد ايلاما ان تتلقى ضربات ممن يفترض بهم ان يكونوا معك في نفس المعسكر ونفس الخط سواء من كان منهم سيء النية او من كان مخلصا بنقده عندما يسيء النقد انجرار وراء الشائعات التي يروج لها الاخرون بخبث .
هناك جوانب قصور في اداء الحكومة ولا يمكن انكار ذلك ولكن يجب الانتباه الى جانب مهم وهو ان هذه الحكومة لا تدير اوضاع طبيعية ولكنها في ظروف الحرب والتحديات الامنية والاقتصادية والعسكرية وهذه الحكومة رغم كل مشاكلها كان القرار الحاسم لسيادة الاخ رئيس الجمهورية ان تدير الحكومة اعمالها من داخل العاصمة المؤقتة عدن وكانت مسارعة رئيس الوزراء لتنفيذ ذلك القرار بفعالية وشجاعة لتكون الحكومة قريبة من ارض الواقع ومما يعانيه الناس وكذلك ادراكا منه لأهمية ترسخ مفهوم الدولة والياتها في التعامل مع اي من القضايا المباشرة او بعيدة الامد .
فدولة الاخ رئيس الوزراء يتعامل وفق مفهوم ومبداء اساسي وهو الانحياز لخيار الدولة مقابل اي خيارات مليشياوية او تمزيقيه تعمل خارج اطار الدولة لتهدم المعبد على رؤوس الجميع بحسابات ضيقة يحركها الحقد والمصالح بعيدا عن الصورة المكتلة .
لقد اختار رئيس الجمهورية هذا الرجل للتصدي لتحمل المسؤولية في احدى اكثر المراحل حرجا وتهديدا لوجود الدولة وهو يدرك خلفيته السياسية والاكاديمية وخبرته كرجل الدولة وقد ترجم هذه الثقة ليكافح للانتصار لخيار الدولة هذا الخيار المصيري مقابل الخيارات الاخرى , خيارات الدمار والخراب والتشظي .
خلال هذا المشوار لم يدخر جهدا في التواجد والمتابعة على مستويات وجبهات مختلفة ما بين العسكري والسياسي الاستراتيجي الى حل مشاكل والعراقيل اليومية وهو عندما يصر على تقديم ميزانية مسبقة للحكومة تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الملحة والموارد المحدودة يدرك اهمية هذه الخطوة لتطبيع الاوضاع والعودة للوضع الطبيعي والنظامي , مع ايمان راسخ بان استعادة الدولة وانهاء الانقلاب وفق المرجعيات الثلاث هو الطريق الوحيد والمقدمة السليمة لحل الخلافات والمطالبات التي يتغطى بها البعض لماربهم الخاصة في احداث الفوضى .
ولذلك من الطبيعي ان يتلقى هذا الكم من الهجوم والاستهداف ليس لشخصه وانما من كل من لديه اغراض خفية ويحارب مشروع استعادة الدولة لسبب او لأخر , وهو وان كان لا ينتظر الشكر لكنه يعرف ان هناك تفهم لمقدار ما يبذله من مجهود وكفاح في هذه المعركة المصيرية يدركه المواطن العادي البعيد عن الصراعات والمصالح الضيقة وهو صاحب الحق الاصيل في الحكم على جميع المسؤولين من صغيرهم لكبيرهم وليس الجماعات الانتهازية والفوضوية التي تدعي تمثيله .
من يريد ان يعرف ماذا حقق الدكتور احمد بن دغر فليتوجه لسؤال المواطنين البسطاء في عدن فليسال ام الشهيد وليسال ضحايا الاجتياح الحوثي والفوضى وعندها سيعرف الفرق بين اداء رجل الدولة ونموذج الفوضى والمليشيات .
التاريخ كفيل ان يبين الحقيقة والغثاء سيذهب جفاء وسيعرف هؤلاء الشاتمين والمسيئين والقادحين كم كان حريصا على مصلحة الوطن وصادق في الحرص على ابنائه وانه تحمل المسؤولية في لحظة كانت المسؤولية خسارة وتضحية ومخاطرة لا اكثر .
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً