محفوظ البعيثي
تثبت الأحداث والظروف والوقائع ، التي عاشتها وتعيشها شعوب العالم ،بأن الكيانات ذات المشاريع الشخصية أو العائلية أو الشللية، التي تتدثر بمصالح ومطالب مجتمعية ،تستطيع أن تكذب على قلة من الناس ،لبعض الوقت وليس كل الوقت، فتبرز في هذه المنطقة أو تلك القرية ،في ظرف من الظروف، ولفترة قصيرة ،ولكنها سرعان ما تنكشف حقيقتها وزيفها ، لمن سبق وغررت بهم بأطلاق الأكاذيب والمزاعم على مسامعهم ، فتذوب تلك الكيانات كما تذوب قطعة الثلج حين توضع تحت أشعة الشمس.
ومن هذه الكيانات ذات المصالح الشخصية والشللية، كيان مجلس عيدروس الزبيدي المسمى المجلس الإنتقالي الجنوبي، الذي جاء تأسيسه تحت يافطة "حقوق ومطالب الجنوبيين " ،ولكنه سرعان ما أنكشف زيفه لأبناء المحافظات الجنوبية، من خلال إحتضانه لمسؤولين حكوميين ،بعد إقالتهم من مناصبهم ،بسبب قضايا فساد ورشاوي ..،ومن خلال محاولته المستميتة تفجير الوضع الداخلي في العاصمة المؤقتة عدن وفي غيرها من المحافظات الجنوبية ، التي بدأت تستعيد عافيتها، بعد كارثة الدماء والدمار التي سفكت ولحقت بها جراء حرب مليشيات الحوثي، وممارسات الفوضى والتخريب من قبل مجلس الزبيدي الإنتقامي الذي يسعى للسيطرة على الحكم والثروة ،حتى لو كانت تكلفت ذلك سيول من الدماء وركامات من الخراب، كون هم رئيسه وأعضائه وهدفهم وغايتهم السلطة والثروة، وإستعباد المواطنين..
وها هو مجلس الزبيدي الإنتقامي ، يثبت ذلك اليوم مجدداً، حيث ترك من أيديه ملطخة بدماء مئات من الجنوبيين ومئات من الشماليين، يؤسس معسكرات وينشئ جيش خاص به داخل الجنوب ،وأتجه للتصعيد ضد الحكومة الشرعية،التي يديها تعيد بناء ما دمرته مليشيات الحوثي، وهذا المجلس الإنتقامي ،وتحقق المنجزات تلو المنجزات، وتواجه مشروع إيران في اليمن..،وتبذل جهود غير مسبوقة لإنقاذ الإقتصاد الوطني من الإنهيار ،وتفاديا" لحصول مجاعة في البلد.
ولم يكتفي مجلس الزبيدي الإنتقامي ،بالتأمر على حكومة بن دغر ،والتصعيد ضدها ، والوقوف في صف قتلة الجنوبيين وناهبوا ثرواتهم ،بل وصل به الأمر إلى إفتعال أزمات إقتصادية وغذائية ونفطية، من خلال شرائه لكميات كبيرة من المشتقات النفطية والمواد الغذائية وإرسالها لمليشيات الحوثي في صنعاء ،مع أموال طائلة، وتنفيذ عمليات تخريب لمنشآت الكهرباء، بهدف تحريض المواطنين على الحكومة وبالتالي تحقيق هدفه الذي يبدأ بتفجير الوضع والإقتتال والتدمير وينتهي بوصول رئيس وأعضاء المجلس الإنتقامي للسلطة، ودون أن يشعر بالمعاناة التي يتكبدها المواطنون في عدن والمحافظات المجاورة لها، جراء تخريب عناصره لمنشآت الكهرباء وإفتعال أزمات في مواد الوقود وفي المواد الغذائية و..و..الخ .
وواصل مجلس الزبيدي الإنتقامي تماديه في إستهداف مصالح أبناء الجنوب خاصة ،وكافة أبناء الشعب اليمني عامة ،معتقدا" بأنه ما زال رقما" يذكر في الساحة العدنية، وأخر هذا التمادي تصعيده ضد حكومة بن دغر ،التي بفضل جهودها أنقذت اليمنيين جميعا من مجاعة محققة، وأنقذت الإقتصاد الوطني من الإنهيار الكلي، وحققت الكثير من المنجزات في مختلف المجالات في وقت لم يتعدى بعد، العامين، وهو التصعيد الذي قابلته المقاومة الجنوبية ،وأبناء المحافظات الجنوبية، بالرفض المطلق ،وبتحذير مجلس الزبيدي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، من محاولة تنفيذ تهديداته التي تستهدف حياة وإستقرار وأمن الجنوبيين ..،كما شددت المقاومة الجنوبية في بيان شديد اللهجة أصدرته ليلة أمس، على ضرورة أن يعي مجلس الزبيدي عواقب ،ما سينتجه تصعيده، المرفوض من قبل مختلف مكونات المجتمع الجنوبي .
وفي الختام نقول :
إن صمت وصبر الحكومة الشرعية، تجاه تمادي المتمرد عيدروس الزبيدي وأعضاء مجلسه الإنتقامي ، ليس خوفا" منهم ولا ضعفا" ، كون لديها من القوة العسكرية والأمنية والسياسية والإعلامية وغيرها، ما يجعلها تقضي على مشروع الزبيدي التخريبي وغيره من المشاريع المماثلة في ساعات معدودة ، وإنما حرصا" منها (الحكومة الشرعية) على حياة وأمن وإستقرار أبناء العاصمة المؤقتة عدن، وعلى تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، ولكن هذا الصمت وهذا الصبر من قبل الحكومة، على تمادي المتمرد الزبيدي وغيره من المتمردين ، لن يكونا إلى ما لا نهاية ،بل لهما حدود لا يعيها سوى من ليس في عقله إعاقة ذهنية !
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً