بقلم / نبيل المصباحي
تخوض حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر ثلاثة حروب في وقت واحد .. الأولى في الجبهات مسؤولة عن إدارة ملفها وإفرازاتها اليومية .. والثانية حرب غير معلنة على مستويين مختلفين في الطبيعة لكنهما متطابقان في الهدف .. فأما المستوى الأول فيتمثل الحرب الاقتصادية ، واستنزاف كل من العملة الوطنية والعملة الصعبة ، ويمثله كل من مليشيا الانقلاب في العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرتها ، والمجلس الانتقالي في الجنوب ، وكلا المسارين يهدفان بطبيعة الحال إلى إفشال وإسقاط الحكومة والشرعية .
أما الحرب الثالثة فهي حرب التنمية وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة ، وإدارة المسؤولية بإدهاش يحرج الوصف ، ولا يستطيع شرحه غير النتائج الملموسة على الأرض .
ففي كل الحروب الثلاث أبدى رئيس الحكومة إدارة فذة انقطعت لها الأشباه والنظائر ، بل وزاد على ذلك بأن أعلن اليوم عن الموازنة العامة للدولة بالرغم من كل تلك الحروب الشعواء غير التقليدية ، وغير الأخلاقية ، بعد ثلاث سنوات من غيابها ، ورغم شحة الامكانيات وتدمير الميليشيا الانقلابية التابعة لإيران لكل مقدرات الدولة ، وتجريف كل المؤسسات والموارد والايرادات التي استحوذت عليها ، أو تلك التي ما تزال تحت قبضتها .
إن المنصف والمتأمل معا في مسار وسيرة حكومة بن دغر يكاد لا يصدق كيف تحقق كل هذا الانجاز من لا شيء ، فقد كانت التركة التي أتى عليها بن دغر من الثقل بحيث تنوء به نوابغ الزمن في الاارة والاقتصاد ، ولكنها اليوم حقيقة ماثلة في اليمن بطلها ابن حضرموت النبيل الدكتور أحمد بن دغر .
إعلان الميزانية التي سبقها كل ذاك الارتفاع المفاجئ وغير المبرر ، وطريقة إدارة هذه الأزمة التي يبرز بن دغر فيها كبطل أوحد لا شك أنه يبدو كمعجزة تحققت على يد رئيس الحكومة الذي عمل بسياسة المسارات المتعددة والنفس الطويل على امتصاص الصدمات والهزات والارتدادات والأزمات المختلفة ليحولها إلى نجاح يعزز من صمود الشرعية ، ويدافع من ورائها عن الأمة اليمنية بأكملها ، كرجل مسؤولية ، يدرك منذ الوهلة الأولى له في هذا المنصب ، أنه أمام تحديات جسام ، وعليه أن يعمل بصمت لأجل وطن ، ونكران ذات لأجل شعب !!
فعلها إذن بن دغر ، وأعلن ميزانية الدولة ليثبت للعالم أن اليمن القوي ليس بالأقوال بل بالأفعال القوية ، والإنجازات الصعبة ، والمجهود الخفي الذي يجد المواطن اليمني ثمرته ، ويجد الشعب نفسه آمنا مطمئنا في كنفه .
فعلها بن دغر كما وعد بأن الدولة ستسير بخطى ثابتة ، وتعود لحياة الناس طبيعتها ، وسيشعر المواطن بأن هناك حكومة ودولة ترعاه ، وتعمل لإجله ، ووطنا سيكتب تاريخه اسم بن دغر في أنصع صفحاته ، وأوائل أسماء القيادات الفذة التي ماتزال شواهد إنجازاتها وآثارها ومآثرها حاضرة للعيان تحكي عظمة تلك النخب التاريخية .. فغدا سيزاحم اسم الدكتور أحمد بن دغر أسماءها ، وسيكتب التاريخ رافق عهد حكومته بإنصاف .. نحن مدعوون الآن لإقامة شوكة عدالته عبر دعمه بكل ما نستطيع من كلمة الحق ، وصدق التعبير ، وعرض الشواهد لكل ما قام به ، وكيف تجاوز كل حقول الألغام زرعت في طريق مسؤوليته ورافقت مسيرة إنجازات مذهلة في مجرد مساحة زمنية لا تتعدى عام ونصف تقريبا ، ثبت فيها أركان دولة ، وأقام مؤسسات ، وحرك تنمية ، وخلص الشعب من أزمات متعددة ومتشابكة ، وفكك تعقيدات مشاكل مزمنة ، كل ذلك بهدوء وصمت ، وإيثار وطن وشعب، على نفسه ، ونفسيته، وصحته ..
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً