بقلم / ايهاب الشرفي
في خضم المعترك السياسي و العسكري و الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب الشارع اليمني و توقف الصادرات من النفط و الغاز و اختفاء الموازنة العامة لثلاث سنوات مضت بفعل الحرب و الدمار في بلد انهكته الازمات و تكالبت عليه الويلات ، ينبثق نورا يبدد الظلام و يدوي وقع صوته في ارجاء الوطن .
و بعد توقف لثلاث سنوات على التوالي يعلن رئيس الوزراء "بن دغر" عن موازنة تقشفية بكل المعايير ومحكومة بظروف الانقلاب، وحدوث التمرد على الشرعية، وخضوع نصف السكان وربع الارض تقريباً تحت سلطة الانقلاب .
لم اكن اتوقع اطلاقا ان يعلنها بن دغر مدوية بهذة الجرأة ووسط هذا الزخم من تراكمات الأحداث وتعاظم التحديات، و صعوبة الوضع الإقتصادي المتدهور جراء الحرب، ليقر موازنة الدولة لعام 2018م بمبلغ "تسعمائة وثمانية وسبعين مليار ومئتين وثلاثة مليون وخمسمائة الف ريال".
نعم انه بن دغر الرجل الحضرمي، تحمل الأمانة وهو يدرك حجمها والمسئولية المترتبة عليها،ويعي جيدا صعوبتها، اتخذ من الواقع سبيل للنجاح ، لم يلتفت الى سبع سنوات عجاف مضت تذروها الريح ادراج الشتات و لم يثنيه عن هدفه العظيم زلازال مؤمرات إيران و الشر القادم من جبال مران ، و لم يوقف قافلته نباح الأبواق في الجنوب و لا مؤشرات الانهيار التي بدأت ملامحها في إنهيار الريال.
وضع نصب عينيه الوطن و المواطن و عمل و يعمل جاهدا لينال التحرير و يثبت رواسي الأمن و الإستقرار و تطبيع الأوضاع في ربوع اليمن السعيد ، اتخذ لحكومته مقرا و جمع الكبار و الصغار مشائخ و أعيان وزراء و قادة يحثمهم على بذل الجهود و تكثيفها لإسعاد مواطني هذا البلاد المثخن بالجراح ، منطلقا من مدينة عدن الساحلية يجوب المدن و الضواحي يرمم ما يمكن ترميمه و يكافح من أجل فرض النظام و القانون و تطبيع حياة الناس في المناطق المحررة .
يدرك الرجل حجم اعلانه هذا ، و يعلم يقينا ما سيترتب عليه بعدها ، فقد سخر كل جهدة و عمل بكل طاقة حكومته في تطبيع الأوضاع و إنعاش صادرات البلاد في المناطق المحررة من النفط و الغاز و اجرى الدراسات و التواقعات و افصح عن موازنة الحكومة لهذا العام بموارد متوقعة في عام 2018م تصل الى 978 مليار ريال (2.22 مليار دولار)، في حين أن الإنفاق سيصل إلى 1.46 تريليون ريال (3.32 مليار دولار).
إنها ميزانية تقشفية بلا شك ، في أوضاع اقل ما توصف به انها خطيرة و متدهورة ، لكنه وضع اللبنة الاولى لليمن الإتحادي الجديد الذي يشمل 6 أقاليم بما فيها المحافظات المحتلة من قبل مليشيا الانقلاب الإجرامية ، و معلقا كل امله على النصر القريب ، لينال اليمن حريته و يستعيد كامل نشاطه التجاري و الاقتصادي ، لينعم الجميع بالأمن و الرخاء .
يتحدث الرجل اثناء اعلان الموازنة، يعتصره الألم و يكابد الأوجاع، من حربا هوجاء تسبب بها الانقلاب الحوثي السلالي البغيض الذي و قع في اليوم الأسود يوم 21سبتمبر من عام 2014م على السلطة الشرعية في البلاد و الذي يدفع اليمن ثمناً باهضاً جراء هذا الانقلاب .
ان اعلان الموازنة العامة للعام الحالي بعجز يصل 33% فقط ، يعد انجازا تاريخيا غير مسبوقاً ستخلده الاجيال من بعدك يا إبن حضرموت العز و الشموخ ، و قد زاد إيماني و يقيني بقدرة الرجل على إدارة الدولة تحت الضغوط وفي كل الظروف .. ومنذ عرفت هذا الرجل وفي كل يوم من حياته مفاجآت سعيدة للوطن والمواطن.
- المقالات
- حوارات
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً