منى المجيدي
ككل عام ابتعد عن الاحتفال
الساعة 01:50 صباحاً
منى المجيدي

في كل عام اتهرب من عقارب الساعةالتي تشير الى نهاية عام وابتداء عام جديد اتهرب من الاحتفال بالتوديع والاستقبال للاعوام التي اصبحت تشبه بعضها.
اتهرب من الطقوس التي اعتدت على اتباعها مع ابي الذي كان يجهز كل شيء معنا للاحتفال برأس السنه
نجهز العشاء المميز والعصائر والمشروبات الغازيه والكعك والبسكويت والشكولاته والكيك بانواعه..اتذكر كيف كانت الدعابات تتخلل تلك التجهيزات وماكان يردده ابي على مسامعنا ضاحكا (مثل هذا اليوم كانت امي تتوجع بي)هههههه كنا نضحك كلما يرددها لانه كان يقولها بطريقته المضحكه ويكمل ذلك ايضا بقوله (غدا ستلدني امي) 
ونكمل التجهيزات قبل ان تدق عقارب الساعه منتصف الليل بساعتين واحيان اكثر فنخرج انا واخوتي وامي لنتمشى في شوارع عدن الجميله ويتناوب كل من ابي وامي في سرد حكاياتهم التي كانت تحكي عن ايامهم الجميله وكيف كانوا يحتفلون بهذا اليوم وبحكيهم يشوقونا لتلك الايام الجميله التي كانت عدن كلها تحتفل مع حكومتها في العديد من الاماكن التي كانت تمتلئ بالناس والموسيقى والسهرات والالعاب الناريه التي كانت تزين سماء عدن معلنه دخول العام الجديد..
اتذكر كيف كنا نسألهم كل مره عن تلك اللحظات بتلهف وشوق لنسمع المزيد وبعد ان نكمل رحلتنا مع الذكريات نعود للبيت ونتسابق في تقديم ماقمنا بتجهيزه سابقا وننتظر عقارب الساعه التي ستعلن فيها انتهاء عام سيمضي وبداية عام جديد
لنحتفل وكل منا يهنئ الاخر ويتمنى الخير والسعاده والتوفيق في العام الجديد.
ولكن منذو ان فارقنا من كان يعد.معنا كل تلك الطقوس اصبحنا نتهرب من هذه الساعه وننام او ندعي النوم انا واخوتي وامي ونغلق هواتفنا حتى لانستقبل التهاني ممن تعودنا ان يتواصلوا معنا في ذلك اليوم حتى لانفتح مجال لتلك الذكريات التي كانت  تجمعنا مع ابي الغالي والذي كان يتسابق معهم في الاتصال وتبادل التهاني التي كانت لاتخلوا من الفكاهه والضحك والمرح.
رحل ابي ورحلت كل طقوسنا وافراحنا واعيادنا وابتسامتنا معه
رحل ابي ولم نعد نشتهي شيء بعده...
رحل ابي ورحلت امانينا واحلامنا وكل شيء جميل معه...
رحل ابي ورحلت كل الايام واللحظات الجميله التي كنا نستمتع بها وهو معنا.
لذا فلتعذرنا الايام والشهور والسنوات لانها لم تعد تعني لنا شيء بعد رحيل الغالي
فها نحن اليوم نعد عدتنا لنوم لتمضي تلك اللحظات بصمت في مخيلتنا ودموعنا تواسي جروحنا والوسائد تستمع بحزن انين وجعنا لرحيل من كان يملئ حياتنا بهجه وفرح 
فلترحلي يا 2017 بصمت ولتدخلي يا2018 ايضا بصمت فلم يعد من كان يفرح بالتوديع والاستقبال معنا ولم تعد لنا امنيات واحلام بعد رحيله لنقولها لك 
سننام.قبل ان تشير عقارب الساعه الى 12:00 حتى لا نبكي على تلك الايام التي كانت تجمعنا مع اغلى البشر ..
رحلت يا ابي بكل شيء جميل ولم.نعد بعدك نرى اي شئ يشعرنا بجمال الحياة.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص