خاص / الحكمة نت - إيهاب الشرفي - عدن
حقق الجيش الوطني إنتصارات عسكرية متسارعة بإسناد ودعم من القوات المشتركة بالتحالف العربي في مختلف الجبهات المشتعلة ، ومن ذالك التقدم الكبير في الساحل الغربي و صعدة والبيضاء و الجوف و غيرها من الإنتصارات ألتي حققتها قوات الشرعية مؤخراً ، الأمر الذي شكل ضغط عسكري كبير ، بالتزامن مع الضغط السياسي الا متناهي و الذي نجح في حصر المليشيا بزاوية ضيقة و شل من حركتها السياسية داخليا وخارجيا .
تخفيف الضغط على مليشيا الحوثي
وفي الوقت الذي حققت فيه الحكومة الشرعية نجاحات باهرة على مختلف الصعد الخدمية، وكذا إدارة الملفات المختلفة بالمحافظات المحررة بحنكة سياسية وعلمية تتواكب مع المرحلة الاستثنائية والمنعطف الخطير الذي تمر به بلادنا منذ انقلاب الحوثي في سبتمبر 2014 م، كما ان الحكومة الشرعية تمكنت مؤخرا من تحقيق نجاحات كبيرة على المستويين العسكري و السياسي ضد جماعة الحوثي الانقلابية، والتقليص من خياراتها التي أوشكت على النفاذ بشكل كامل.
وفي سبيل تخفيف كل هذا الضغط وكسبا للمزيد من الوقت، ومحاولة إلتقاط الأنفاس، وكذا إشغال الشرعية عنها، أوكلت جماعة الحوثي الانقلابية إلى ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، لإفتعال أزمة سياسية أو عسكرية والتصعيد ضد الحكومة الشرعية في المناطق المحررة، وذالك في سبيل إرباك الجهود الحكومية الرامية إلى إنهاء الإنقلاب الحوثي وإعادة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، وكذالك تعكير و إقلاق السكينة العامة، وزعزعة الأمن والإستقرار في المناطق المحررة لذات الهدف.
تعاون حوثي إيراني مع مجلس عيدروس
وفي هذا الصدد يقول الناشط الحقوقي والمحامي "محمد المقبلي" في تصريحاته لـ«الحكمة نت» "إن من دلالة التعاون الكامل بين الحوثي ومجلس عيدروس الزبيدي ومن خلفهم إيران، التصعيد الخطير ضد الحكومة الشرعية الذي يتبناه المجلس الإنتقالي في الجنوب، كلما ضاق الخناق على مليشيا الحوثي في الشمال" .
ويضيف المقبلي قائلا، "ليس من الغريب هذا التعاون بين مليشيا الحوثي في صنعاء ، ومليشيا عيدروس في عدن ، ليس لسبب غير مفهوم، وإنما لأن أهدافهم و طريقتهم وافعالهم واحدة وبذات الأسلوب المتبع منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية، وهذا يقودنا وبوضوح إلى أن من يقف وراء هذه الجماعات الانقلابية والتوجيهات الموحدة التي تصدر لجميعهم ، من غرفة عمليات واحدة في طهران، ودليل ذالك التوافق الكامل بين أهداف عيدروس الزبيدي وعبدالملك الحوثي ، وكلاهما مكمل للآخر" .
من جانبه الصحفي اليمني "سالم با ربيع" في حديثه ل"الحكمة نت" قال " أصبح من الضرورة بمكان ، الوقوف ضد المشاريع الإيرانية جنوب الجزيرة العربية ، وعلى المملكة العربية السعودية أن تدرك أن مليشيات المجلس الانتقالي لا تختلف كثيرا عن مليشيات الحوثي ، فهما وجهان لعملة واحدة ، وعلى دول الخليج عموما أن تعي هذا الخطر والتهديد الذي يتمثل ببقاء مليشيات عسكرية تمتلك السلاح والمال الكافي لزعزعة المنطقة ، والتأثير عليها بشكل سلبي مستقبلا"
مشيرا إلى أن "هناك تعاون كامل بين الطرفين وبدعم إيراني مكشوف ، و يتضح ذالك جليا في مواقف الطرفين مع الاحداث والتحولات الميدانية والسياسية في اليمن ، كما هو الحال عند مراجعة التاريخ و النظر في أوجه الشبه بينهما و التنقلات و السفريات التي نفذها أعضاء الانتقالي بين الضاحية الجنوبية في لبنان و العاصمة الإيرانية طهران ، والذي يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إيران وراء الإثنين" .
تخطيط مشترك
كان الحكمة نت حصل في 25 يوليو 2018 م على معلومات سرية وخطيرة ، تكشف مخطط حوثي إيراني بداء مجلس عيدروس الزبيدي بتنفيذه خلال الأيام الماضية ، ويتمثل بإنشاء خلية إعلامية كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية وتشمل صحفيين وكتاب و اعلاميين و ناشطين ، وذالك في سبيل استهداف الحكومة الشرعية وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوه . ((رابط الخبر .. إضغط هنا ))
وبينما عبدالملك الحوثي يشن هجوما إعلاميا ضد الشرعية و الرئيس هادي كما يشمل دول التحالف العربي ، و يتهم الشرعية بالفشل و ينتقص من نجاحها ، في محاولة يأسة لشق الصف الوطني ، تعمد الزبيدي أيضا مهاجمة الحكومة الشرعية و التهديد باللجوء الى الحل العسكري كما فعل الحوثيين سابقا ، للانقلاب على الحكومة الشرعية ، في إشارة صريحة و واضحة إلى أن المخرج هو ذاته من خطط للانقلاب في صنعاء ، و بأن النية مبيتة تجاه الوطن والمواطن لإدخال عدن في معترك مظلم آخر ، سبق وأن حاول إرتكاب هذه الحماقات في يانير الماضي عندما نضم مخطط إنقلاب عسكري أفشلته الحنكة القيادية و التعاملات العقلانية لرئيس الحكومة الشرعية ، والقرارات الحكيمة التي أتخذها رئيس الجمهورية .
تقول استاذة علم الإجتماع الدكتورة نجيبه الفقيه في حديثها ل"الحكمة نت" إن الطبيعة البشرية لا يمكنها كتمان أهدافها وتوجهاتها لمدة تزيد عن ستة أشهر ، ثم يتضح من خلال التصرفات والممارسات اليومية او العامة ، الشخصية الحقيقية و التوجه الحقيقي لها ، وذالك ينطبق تماما على عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ، اللذان سارعا في الكشف عن حقيقة توجهاتهما المعادية للمواطن اليمني ، بدءاً بالتنكيل بأبناء المحافظات الشمالية من عدن ، و التعاون المكشوف مع دول أجنبيه ضد الوطن ، و تمثيل السياسة العامة لمليشيا الحوثي في المحافظات المحررة وإنتهاءا بمعادة الشرعية و التهجم على رئيس الحكومة و على الرئيس هادي غير أبهين برمزيته الوطنية وخاصة بهذه المرحلة الثانوية ".
من جانبه الزبيدي يكرر ذات الاسطوانة المشروخة و يكيل اتهامته جزافا ضد الحكومة الشرعية بالفشل والفساد ، فيما أستحال على الزبيدي منذ تأسيس مجلسه الإنقلابي أن يثبت قضية فساد واحدة ضد الحكومة الشرعية أو رئيسها بن دغر ، في الوقت الذي اغرق فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ، قضايا الفساد التي رافقت مسيرة الزبيدي المهنية ، كما هو حال الفساد المستشري في العاصمة صنعاء من قبل مشرفي وقيادات الجماعة الانقلابية.