بقلم: دنيا الخامري
(اليمن يجب أن يكون معطي وليس آخذ) هكذا قالها البردوني واختصر فيها الكثير.

لكن وفي واقعنا الحالي للأسف كل شيء وله ثمن واليمن وشعبه دفع الثمن باهظاً باختلاف المنفعة..
فإذا أخبروك يوماً ما عن الفقر والجوع والمعاناة والمرض وأكبر كارثة إنسانية فصدق ذلك فهذا في اليمن.

وإذا أخبروك عن ثروات تنهب وأموال تسلب وانقلاب مسيطر على مفاصل الدولة فصدق ذلك فتلك اليمن.

وإذا أخبروك عن القتل والبطش والخطف والجرائم اللا إنسانية والانهيار الاقتصادي ووضع لم يسبق له مثيل فأيضاً صدق ذلك، فهذا يحصل في اليمن.

أما إذا أخبروك عما تمتلكه اليمن من موقع جغرافي واستراتيجي ومكانة وأصالة وتاريخ عريق وتراث غني ومعالم ومواقع أثرية ونفط وغاز ومعادن وثروات سمكية ما يؤهلها لترقى لمصاف الأمم فلا تصدق ذلك فتلك ليست باليمن.

لأن كل ما سبق كان قبل أن تغرق البلاد بفوضى الحرب وقبل أن تُنهب وتُسلب كل مواردها وثرواتها وأمنها واستقرارها من قبل مليشيات مدعومة خارجياً وأجندات استعمارية لم تبقي حجراً على حجر!.

فاليمن منذ سنوات طوال وهي بين طمس هويتها وتزييف تاريخها وحضارتها..  وبين أياد خفية تسعى إلى تدميرها وتمزيق نسيجها ووحدتها وتتمنى لها الزوال..
ومع كل هذا وذاك وكل ما حصل ويحصل سيأتي يوم وتتحرر فيه البلاد وتنتهي الحرب لا محال ويعود الاستقرار ويعم السلام وسيأخذ كل ذي حق حقه وحينها فقط سنقول: (هذه هي اليمن.. فأهلاً بكم في اليمن السعيد) ستظل أمنية معلقة حتى إشعارً آخر!.