بقلم: فخري العرشي
تابع أبناء الشعب اليمنى في الداخل والخارج، ومعه الاقليم العربي، وقائع الجلسة الافتتاحية للمشاورات اليمنية - اليمنية، المنعقدة في المقر الدائم للامانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي، في العاصمة السعودية الرياض، الاربعاء، الموافق ٣٠/مارس/٢٠٢٢، وبحضور رسمي ، دولي ، اقليمي ، سياسي واعلامي يمني كبير…
تفاعل الجمهور (الشعب اليمني) مع هذا الزخم والمبادرة بروح الأمل، للخروج من أزمة حرب صنعتها المصالح الضيقة والأهواء الفردية، والوهم السلطوي بتغذية عقلية داخلية وتمويل خارجي للميليشيات، أوقع البلد في أتون حرب ضروس تدور رحاها حتى اللحظة، وفي كل لحظة كان الاشقاء في دول مجلس التعاون يبحثون في الظروف والسبل الكفيلة بإيقاف الحرب والخوص في برامج إعادة الإعمار و بناء ما دمرته الحرب.
وضعت الأمانة لمجلس التعاون الخليجي سقف زمني للمشاورات اليمنية اليمنية، ويسرت توزيع المجموعات الست، كان الافتتاح كما يجب، وصبت
الكلمات الرئيسية في قالب واحد، تمثل في اهمية إيقاف الحرب واحلال السلام لليمن ، كذلك توافقت الآراء بين المشاركين في جلسات المجموعات يوم الخميس الموافق ٣١ مارس ٢٠٢٢، والمتمثلة في المحور المحور السياسي، و الاقتصادي والتنموي
و الأمني ومكافحة الارهاب، و الاغاثي و الاجتماعي و المحور الاعلامي، انبهر الجميع بحالة التاخي والتقارب في وجهات النظر رغم غياب مكون مليشيات الحوثي، رفعت التقارير لفخامة رئيس الجمهورية، وبذل الاشقاء جهود حثيثة لنقل الأفكار التي تجمع ولا تفرق.
ومن خلال هذا الزخم الكبير الذي عكس مدى الحاجة لتحقيق أهداف المشاورات، نقل معالي وزير الخارجية الدكتور أحمد عوض بن مبارك ، اليوم، إلى أبناء الشعب اليمني بشرى بمناسبة شهر رمضان المبارك ، تضمنت توجيهات فخامة، رئيس الجمهورية الرئيس عبدربه منصور هادي، للتعاطي بايجابية كاملة بشأن كافة الترتيبات اللازمة لإطلاق سراح كافة الاسرى، وفتح مطار صنعاء واطلاق سفن مشتقات نفطية عبر ميناء الحديدة وفتح المعابر في مدينة تعز المحاصرة وكل ما من شأنه تخفيف معاناة أبناء شعبنا التي تسببت بها مليشيا الحوثي، وكان ذلك انسجاماً مع الموقف الثابت للحكومة اليمنية في دعم جهود تخفف معاناة ابناء شعبنا توافقاً مع الاجواء الايجابية للمشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض وللمبادرات الاقليمية والدولية الداعية لهدنة.
وعلى هذه الأسس صرح وزير الخارجية، باطلاق أول سفينتين للوقود عبر ميناء الحديد إنفاذًا لذلك التوجيه، الذي يأتي في سياق حُسن النوايا، بناء الثقة ودعم الشرعية لإنجاح المشاورات اليمنية اليمنية.
تلى ذلك اعلان مبعوث الأمين العام للامم المتحدة إلى اليمن هانس جراندبرغ، باستجابت الأطراف اليمنية بشكل إيجابي لمقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة لمدة شهرين تدخل حيز التنفيذ يوم غد 2 / أبريل الساعة 1900، وفيها وقف جميع العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية الهجومية داخل اليمن وعبر حدوده، كما وافقوا على دخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة ورحلات تجارية للعمل داخل وخارج مطار صنعاء إلى وجهات محددة سلفًا في المنطقة ؛ كما وافقوا على الاجتماع تحت رعايته لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى في اليمن. يمكن تجديد الهدنة بعد فترة الشهرين بموافقة الطرفين.
وفي ضوء مبادرة الأمانة لدول مجلس التعاون الخليجي، توالت الترحيبات والمباركات الفاعلة و المواكبة للخطوات العملية للدعوة، التي كانت ولا تزال سبباً في تحريك حالة الركود السياسي في اليمن، فعلًا وقف المشاركون في المشاورات بمسؤول امام هذا الزخم والدعم الاخوي الخليجي، غلبوا المصلحة العامة على المصلحة الفردية او المناطقية او الحزبية، وتستحق منا اليمن كل هذا الجهد والتنازل ، و الذهاب بها إلى آفاق أوسع وأشمل من الافكار الشخصية.
نعم للنوايا دور أساسي، وقد كانت مبادرة مجلس التعاون من خلال أمينها العام الدكتور نايف الحجرف، نية صادقة نحو الشعب اليمن، ودعم ذلك الاشقاء في المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون. لا يوجد ما هو أفضل من خيار السلام ، الا التفكير الجاد في اعادة بناء التوافق الوطني ، ورسم خارطة طريق لإنقاذ الاقتصاد اليمني ، ودعم جهود التنمية والتعافي الاجتماعي وجبر الضرر ، وبناء قدرات الانسان وترميم الافكار ، واعادة ترتيب البيت اليمني الداخلي.
نأمل أن تمضي القرارات الدولية وتستمر المشاورات اليمنية اليمنية، بما يلبي الطموحات المرجوة، ونرجوا الله ان يتقبل من الجميع ويكلل الجهود بالنجاح، وهو نجاح متوافق مع شهر الرحمة و المغفرة ، رمضان مبارك وكريم عليكم جميعاً، ومشاورات يمنية يمنية صادقة ودعم اخوي خليجي سخي، ويمن آمن موحد ومستقر، فيه أنصاف ونصراً كبير، الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والبقاء لليمن.