بقلم/نسرين عقلان
منذ قيام الحرب وانقلاب الحوثين وصالح على شرعية فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وعدم الخضوع أو تقديم أي تنازلات يرغبون بها وفق أجندتهم السياسية ودخول البلاد في حرب ظالمة الذي راح ضحيتها الألاف من الأبرياء والهدم الذي طال المحافظات وخصوصا عدن واستمرار الحرب حتى اليوم، والرئيس عبدربه في مواجهة قوية وضغوطات مختلفة، غرضها إضعاف موفقه والقبول بسياسية الأمر الواقع.
ما نراه اليوم يعكس صورة حقيقة وواضحة في نجاح وقوة فخامة الرئيس ومضية على الطريق الصحيح، فقد بدأ بانتشال المناطقة المحررة من أنقاض ركام الحرب التي قضت على أغلبية البينة التحتية للدولة، فقد سعى من شعوره بالمسؤولية أمام الله وأمام الشعب اليمني، في بناء الدولة من جديد والاهتمام بكل المحافظات المحررة بدء بالعاصمة المؤقتة عدن وحتى حضرموت ومأرب وغيرها من المحافظات.
استطاع الزعيم هادي دون غيره من الرؤساء العرب ممن تعرضت بلدانهم لحروب كـ"سوريا ولبيبا والعراق"، بتفعيل دور التنمية وفرض هيبة الدولة وعودة الخدمات التي ظلت منذ تحرير عدن وهي تعاني من غيابها وكان المواطن البسيط من يدفع ثمن هذا العذاب..
فحين سعت مليشيات الحوثي و صالح إلى محاولة إضعاف شرعيته بعدم صرف مرتبات موظفين الدولة، وسرقة البنك المركزي في العاصمة صنعاء ووضعه أمام معضلة كبيرة، سعى بالمقابل إلى تجاوز هذه المعضلة، ولم يغفل عنها لحظة واحدة حتى توصل لنقل البنك إلى العاصمة المؤقتة عدن وكان قرار شجاع وخطير وفق محللين، ونجح بذلك وأوقعهم في شر أعمالهم، والتزم أمام شعبه بتوفير مرتبات الموظفين وأوفى بوعده وإن كان في المناطق المحررة نظراً لقلة الدخل والإيرادات علما بأن الحوثين يسيطرون على ما يقارب من 70% من موارد الدولة التي يمكن منها تغطية كل المرتبات لكل المحافظات اليمنية.
فكلما زاد جنون الحوثيين وتمسكهم بمبدأ الحرب والبارود كان هو أول من يمد يده للسلام، وخير دليل على ذلك مباحثات السلام في جنيف 1 وجنيف2 ومشاورات الكويت، ومازال حتى اليوم يمد يده للسلام، السلام الذي يجنب الوطن الدمار وإزهاق الارواح، فجنوحه هنا للسلام ليس ضعف ولكن حبه بوطنه اليمن حباً بأهله وناسه في كل أنحاء الوطن دون استثناء، حرصه الأبوي تجاه شعبه أنه مسؤول عليهم أمام الله قبل نفسه..
لم يكن الزعيم الكبير هادي - كما وصفه بذلك رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر - بيوم على باطل بل كان على حق، وذلك من خلال تمسكه بمخرجات الحوار الوطني واليته التنفيذية والمبادرة الخليجية و قرار مجلس الامن 2216، الحل الوحيد الذي يضمن للشعب اليمن من شماله وحتى جنوبه من شرقه حتى غربه حياة كريمة وعادلة، وسعيه أيضا لتوفير الأمن والاستقرار، في دولة اتحادية مدنية تستند على العدل والمساواة ومبادئ الحكم الرشيد، والذي يضم كل أبناءه ويكون لكل أبناءه دون إقصاء ولا استحواذ، اليمن الذي يكون مصدر أمن واستقرار لأهله ولجيرانه ومحيطه والعالم.
نعم انه الزعيم الكبير هادي الذي استطاع بكل قوة أن يقف أمام اعصار إيران ورغم كل ما تقوم به في اليمن من خلال أذرعها الحوثي وصالح.
استطاع وما زال أن يقف أمام مخططاتهم جميعا، وانطلق يؤسس دولة اليمن الاتحادية بتأسيس أهم مقومات الدولة وهي المؤسسة العسكرية التي تخلخلت في هذه الحرب، ودفع بعجلة التنمية في كل من عدن وأبين ولحج وحضرموت ومأرب والمهرة المخا وتعز وشبوة والضالع وغيرها من المحافظات المحررة، وكان أكثر محبة ورحمة لشعبه باختياره الحكيم للدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس للوزراء والذي لم يتأخر لحظة مند توليه منصبه عن التواجد بالعاصمة المؤقتة عدن ليعالج مختلف المشكلات و الأزمات، فقد أثبت الدكتور بن دغر بأنه انعكاس لروح الزعيم الكبير هادي في حبه للوطن وحرصه على مسؤوليته تجاه شعبه.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لدى الزعيم هادي رغبة جامحة لمواصلة مسيرته النضالية والبطولية لتحرير باقي مدن ومحافظات اليمن وكسر شوكة الحوثي وصالح وتلقينهم أقوى الدروس في الوطنية وسيسعى للاهتمام بعد إنهاء الحرب ببقية المحافظات التي عانت من أساليب التعذيب الحوثية الظالمة.
أخيرا.. سيكتب التاريخ عنك يا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بأنك الزعيم الكبير الذي لم يركع لعدوه مهما بلغ طغيانه ومهما تطاولت أذرعه، فكنت بصبرك وحنكتك ودهاك وحبك الكبير للوطن والشعب تتغلب على كل الصعاب، وسيحكي التاريخ بأن الزعيم الكبير هادي أنقذ شعبه من حروب ظالمة كانت تدخله في دوامة ليس لها آخر، وستكون أنت يا فخامة الرئيس، الرئيس العربي الذي تحمل مالا يتحمله بشر كل ذلك من أجل محبتك الخالصة لشعبك اليمني الذي أحبه وأختار أن يكون خلفه للوصول إلى بر الامان...