غمدان ابواصبع
مارب والعقدة التاريخية للامامة
الأحد 14 فبراير 2021 الساعة 19:51
يدرك الحوثي ومن خلفها العدو التاريخ للامة العربية طهران ان مارب هي العقبة الاصعب لما تمثله للانسان اليمني من تاريخ ضارب في جذور الزمن. فمارب ليس مجرد محافظة يمنينة بقدر ماهي مصدر الهام تستحضر التاريخ لليمن القديم ومنها يستمد اليمني عراقته ما يجعله يدرك أن التاريخ والجغرافيا يناديه وتدفعه لذود عنها فمنها ثار القردعي وعلى ارضها استقبل الثائر نشوان الحميري ومنها خرج القردعي قاتل المجرم يحي حميد الدين ومفجر ثورة سبتمبر وهو مابات يشكل حالة قلق وهواجس تقض احلام الحوثية ومن يقف ورائها فهي تشكل حالة يقضة قومية ووطنية وهي اليقضة التي دفعت بالجميع لدفاع عنها ومنحها اولوية في خوض الدفاع والتضحية لحماية قداستها وحفظ تراثها الذي يجسد هويتها لدى كل ابناء اليمن . وبما أن مارب تمثل لكل يمني وعربي منبع للاصالة مايجعل الانسان اليمني يضع العديد من التساؤلات عن حقيقة من يتمنى سقوطها تحت مبرارات واهية منبعثة من ثقافة الكراهية المغموسة بعوامل حزبية وسياسية في تجاهل يكاد يكون مستهجن . لتلك الادوات التي يسكن وجدانها عدم الفهم لما تقوم به مارب وسكانها من تجسيد لروح الماضي والحاضر السياسي لكينونة الدولة اليمنية . فسقوط مارب بيد مليشيات طهران لا يعني هزيمة حزب الاصلاح ولا مقدمة للقضاء عليهم بقدر ماهي نهاية سقوط لدولة ونظامها الجمهوري . فمن يدافع عن مارب ليس الاخوان ولا حزبهم وانما المؤمنين بالحافظ على الثورة والديمقراطية الى جانب الحفاظ على مكتسبات اليمن وحفظ مكانتها الدولية والاقليمية . فسقوط مارب هو سقوط روح القانون وجوهر العمل السياسي الحر وهو نهاية لتنافس السياسي على السلطة . فمن لا يدرك تلك الحقيقة عليه ان ينظر الى صنعاء كيف تحولت الى مقبرة يمنع على ساكنيها ادنا التمتع بالحرية السياسية والاجتماعية في ظل غياب لتنوع الفكري والثقافي . فالحوثية قضت على الصحافة ومنعت تداولها وعتقلت العاملين بها . واعتقلت كل صاحب راي وغرقة السجون بكل من يرفض هيمنتها
المقالات