✍ هيا الصلوي
أصبح عالمنا اليوم مليئ بالكثير من الصعوبات التي لطالما انهكت كاهل المرء ،وجعلت من الناس فُرقة لا تهتم إلا بنفسها ،هذه الصعوبات جعلتنا لا نقدر ما نملك بل أصبحنا أناساً نكتفي بما لدينا ولا نرغب بالمزيد،
أناساً تحب أن تنتقد ما حولها لا أن تطور ما لديها، أناساً شغلتها عيوب الآخرين عن عيوبها ، أناساً لا تبحث كيف تطورُ نفسها وتطورُ ما حولها، فقط تحب أن تدمرَ نفسها ولا تكتفي فقط بنفسها وإنما كل من يحاولُ أن يسلم من نقدها ، أناساً محبطة لمواهبها ومواهبِ غيرها، أناساً لا تقدر كم هي عظيمة وأن هذا الكون خُلق من أجلها، أناساً لاتحلم بمستقبل أفضل ، أناسٌ فقط تنام ؛
هذه الناس ربما أصيبوا باليأس والاحباط أو ربما لم تلقى من يقدرها ويعظمها أو ربما لم يكن لها هدف في حياتها .
لكن سؤالي الآن ما الذي استفادوه هؤلاءِ الناس من كل هذه السلبيات التي قتلت شغف من حولها وشغفها بنفسها ؟ !، ما الذي استفادوه عندما لم تقدر نفسها وتقدر غيرها ؟! .
أعلمُ أن لكلٍ منا ظروفه ولكن هنا يأتي دوري ودور كل من يشاركني الفكر دورنا أن نكون أشخاصاً ايجابيين راغبين طموحين شغوفين قادرين على تغير أفكارنا وأخلاقنا لكي نجعل عالمنا أفضل ونملك قلباً مستعداً للتحدي ومواجهة مراره هذا العالم ، نكون أشخاصاً تطور ما لديها وتطلب المزيد، أشخاصاً تحلم وتتخيل وتعمل لترى عالماً أجمل مهما كان واقعها ، أشخاصاً تبذل كل ما لديها لتسعد نفسها ومن حولها ، إذا حققنا دورنا نكون قد صنعنا عالماً أفضل .
أنا وأنت وهم لا ننكر أننا قد قابلنا أناساً ايجابية حينما نراهم نبتسم لأننا نعلم أنهم مصدر طاقتِنا فنرغب لمواصلة مسيرنا أمام كل ما يعيقُنا، يصبحون هم مصدر همتنا ورغبتنا ، لا تخبرني أن هؤلاءِ الناس لم تواجه صعوبات قط في حياتها لأن هذه من سنن الحياة ولكنها أناساً حددت هدفها ثم وجهت سهمها نحوه كلما واجهها مطب غيرت طريقاً آخر تحاول الوصولَ لهدفها بدون ملل بل بكل إصرار ورغبة حقيقية للوصول، وحينما تصل تكون بذلك فخورة بنفسها و كل من حولها فخورٌ بها.
نرى العظماء والقادة ونسأل أنفسنا كيف شعورهم وهم هناك في القمة ؟! كيف شعورهم وكل الناس تحبهم؟!. لكن هل أحداً منا سأل نفسه كيف وصلوا إلى هذه القمة؟ ولماذا اصلاً أحبهم الناس؟ .
الجواب بكل بساطة أنهم أفرادٌ عرفت دورها في الحياة ولم تيأس وكانت ايجابية ومؤمنة بالرغم من كل صعوباتها، أفرادٌ واجهت عيوبها وغيرت نفسها وحاولت أن تكون مصدر إيجابي لكل من يقابلها .
ولكي تكون أنت إيجابي لمن حولك كن انت إيجابي مع نفسك يقول "ستفين كوفي" في كتابه العادات السبع ـ (لن تستطيع أن تغير محيطك إذا لم يكن التغير من داخلك ) . الإنسان الإيجابي في نظري كزهرةٍ ورديةٍ متفتحةٍ تجذب كل من يمر بجانبها، أو كنسمةِ هواءٍ تزيد في القلب ارتياحاً، الإنسان الإيجابي هو رسالة قد تأتيك صدفة لتخبرك كم أنك عظيم في هذا الكون .
وأخيراً هناك كثير من الناس الرائعة لم ينتظروا من يدفعهم أو يقودهم أو يزيدهم طاقة لأنهم كانوا دائماً هم مصدر ايجابية لمن حولهم يؤمنون بقدراتهم وقدرات غيرهم ، فكن أنت هذه الزهرة تجذب الآخرين بروحك الجميلة وكن كهذه النسمة يرتاح كل من يجاورها وكن أنت الرسالة التي تنقذ كلَ إنسانٍ محبط.