بقلم: إبراهيم ناجي
أحسن صنعاً الشيخ ياسر العواضي بدعوته أمس أهالي وقبائل البيضاء للنكف، والثورة على مليشيا بني هاشم السلالية، بعد أن بغت وتجبرت، وطغت وأفسدت، وهتكت الأعراض، وأهانت ونكلت بأبناء اليمن، واقيالها ورجالها ونساءها، وحتى اطفالها - حد تعبيره .. فهذه الدعوة بحد ذاتها، وإن جاءت متأخرة، تعد موقف بطولي، وخطوة تاريخية سيكون لها ما بعدها حتما .. كما أنها في ذات الوقت تمثل بالنسبة للشيخ العواضي نفسه بمثابة تكفير عن الأخطاء التي اقترفها خلال السنوات الماضية، والمتمثلة في تمترسه الى جانب تلك المليشيات العنصرية، وخنوعة واذعانه لها، وصمته وتجاهله لكل جرائمها وفضائعها وبطشها وعبثها وقبائحها.
الدعوة التي وصفها البعض بصحوة الضمير، والعودة الى جادة الصواب - اعادت الى أذهاننا نحن اليمنيين تاريخ محافظة البيضاء وامجاد رجالها وأقيالها، وما خاضوه من معارك وملاحم قتالية وحققوه من وانتصارات على حكام السلالة الهاشمية الذين تعاقبوا على حكم اليمن طيلة القرون الماضية .. الى جانب ما عرف عنهم من شجاعة واستبسال وبطولات ومواقف تاريخية عظيمة في الدفاع عن الكرامة والشرف ونصرة المظلوم والتمرد على الظالم والباغي .. لذلك نجد أنها لاقت تجاوبا واسعا في اوساط كافة قبائل البيضاء، وحضيت بإهتمام واسع وغير مسبوق من قبل كافة اليمنيين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم ومناطقهم، والذين وصفوها بأنها تمثل اعلان الوفاة الحتمية للإنقلاب الحوثي، وطي لصفحة السلالة الهاشمية الى الأبد.
ما نتمناه هنا هو ان يمضي الشيخ ياسر العواضي قدما في قيادة ثورته الشعبية، وخوض معركة الوطن المقدسة ضد هذه السلالة المجوسية الخبيثة، وان يعلن انضمامه الى الصف الوطني، وتأييده للشرعية الدستورية بقيادة المشير عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية، وان لا يتراجع عن موقفه البطولي والتاريخي هذا، او يخذل ابطال البيضاء ورجالها البواسل، الذين نثق انهم سيثأروا لأنفسهم وكرامتهم ورجالهم ونسائهم، ولليمنيين عامة، ويلقنوا هذه المليشيا العنصرية المسخ دروسا قاسية في البطولة والشجاعة والاستبسال كما عهدناهم .. وما نرجوه من مشائخ البيضاء وقياداتها وكل ابناءها رجالا وشبابا وشيوخا ونساء هو أن يلتفوا حول الشيخ العواضي ويواصلون جهادهم ضد الطغيان الهاشمي ومليشياته الذي بلا شك ستطوى صفحته قريبا.
ونود هنا ان نطمئن الشيخ العواضي وجميع اقيال وابطال البيضاء - ان انتفاضتهم لن تكون الوحيده هذه المرة، بل ستعقبها عشرات الانتفاضات والثورات المماثلة في شتي المحافظات والمديريات والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الهواشم، وان ما حدث في مديرات «عتمة - وحجور» سابقا لن يتكرر .. فالشعب اليمني ضاق ذرعا بطغيان وظلم وجبروت وقبح الحوثي ومليشياته، ولم يعد يحتمل المزيد من الجرائم والانتهاكات والاذلال والاهانات والجعجعة .. لذلك عليهم ان يطمئنوا جميعاً ان قيادة اليمن الشرعية وجيشها الوطني وقبائلها ورجالها واقيالها وكل ابطالها لن يخذلونهم، وسيهبون ويتوافدون لنصرتهم ودعمهم ومؤازرتهم من كل حدب وصوب، ولنا في حملة التأييد والمباركة التي لاقتها دعوة الشيخ العواضي خير دليل.