الهاشمية أصل الغدر والخيانة
بقلم : محمد علي بريعمة
عودة عبدالرحمن الشريف إلى حضن الهواشم في صنعاء ليست مفاجأة ، فقد عاد باعتباره هاشمي وليس باعتباره اصلاحي ، كما عاد أكرم حجر باعتباره هاشمي وليس باعتباره مؤتمري ، فالانتماء الوطني أو الحزبي ليس له اعتبار عند الهاشميين.
عبدالرحمن الشريف كان منتظراً لأبناء عمومته أن يسيطروا على مارب فيستقبلهم هو وخليته الهاشمية هناك ، ويسهلون لهم السيطرة عليها ، ولكن حين خاب ظنه من استطاعتهم دخول مارب ، عاد إليهم في صنعاء.
فالسلاليين يعملون مع مشروعهم السلالي العنصري أينما وجدوا ، وسواءاً كانوا محسوبين على مشروعهم أو ينتمون ظاهرياً على الإنتماءات الأخرى.
وما وجودهم خارج حركتهم الهاشمية إلا لتأدية دور يكونوا قد كلفوا به منها .
وكانت قد تحدثت الاستاذة / رشيدة القيلي ، زوجة عبدالرحمن الشريف قبل شهرين تقريباً أن زوجها عبدالرحمن متواجد في مأرب ليقود خلية مخابراتية حوثية ، تعمل على غسيل الأموال ، وتزوير هوية سفر لعناصر هاشمية خطيرة تأتي من صنعاء ، ويتم اخراجها من مأرب بتعاون مع أبناء عمومته الهواشم.
كما لمحت رشيدة إلى وجود خلية سرية في مارب تتعامل مع الحوثيين بأسماء حركية سرية يقودها زوجها عبدالرحمن الشريف .. ولكن لأن الغدر والخيانة سمة في الهاشميين وحدهم لم يصدقها الاخرين ، وأنكر حزب الاصلاح الذي ينتمي إليه الشريف ظاهرياً على رشيدة ذلك الاعتراف ، متهمين لها بأنها تقوم بثورة ضد زوجها لأنها اكتشفت أنه تزوج عليها ، ومذكرين لها بأن الشرع حلل له أربع زوجات ، وأنه لايليق بزوجة أن تتهم زوجها الاصلاحي الهاشمي بذلك .
ربما جاء إعترافها نتيجة لذلك فعلاً ، فرشيدة لم يكن تواجدها في مارب اعتباطياً ، وإنما لتنفيذ مهمة كلفت بها من هواشم صنعاء ، واتضح ذلك جلياً في ما كانت تقوم به طيلة فترة بقاءها في مأرب ، فقد أشتغلت رشيدة على زرع الشقاق وخلق الخلافات في أوساط جيش الشرعية بإخلاص ، و كانت لا تفتئ في تصنيف من ينتمون إلى الشرعية ، فتخوٌن هذا وتكذب ذاك ، لتصنع الفجوات وتزرع الشكوك التي من شأنها أن تفكك وتضعف الجيش الوطني .
و لكن كان يجب أخذ اعترافها بعين الاعتبار ، لأن الإنسان في لحظات الغضب يكون في أصدق حالاته .
ضج المثقفين حينها بهذا الاعتراف ، مؤكدين على الشرعية بأخذ الحيطة والحذر من عبدالرحمن ومن على شاكلته من الهواشم المندسين في المكونات الحزبية والعسكرية ، وعدم التساهل والتأمين لهم ، من ضمنها تحذير للقيل مذاب الشايف على صفحته في الفيس بوك .. يحذر فيه الشرعية من الهواشم في منشور له بعنوان (الهواشم أصل الغدر والخيانة ) ، وداعياً رشيدة القيلي في منشور آخر إلى التبليغ عن عبدالرحمن الشريف ، كونه يخون الوطن والجمهورية والشرعية موجهاً حديثه لها بقوله :
نطالبها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وكشف الستار عن هذه الخلية الهاشمية القذرة تبرأه لها امام الله وشعبها وسيسجل التاريخ إنها المرأة اليمانية التي أختارت وطنها على زوجها الهاشمي الخائن .
ولكن كما اسلفت.. لأن الغدر والخيانة صفة في الهاشميين وحدهم ، لم تلقي المكونات الشرعية لهذه التحذيرات بالاً .
حتى خدعتهم رشيدة هذه المرة مع زوجها بادعائها أنه مريض في العناية المركزة ، طالبة من الجميع الدعاء له ، لتبعد الأنظار عنهم حتى يتم هروبهم من مأرب ، وعودتهم إلى حضن الهاشمية في صنعاء .
فهل تعي المكونات اليمنية بأصنافها أن الهاشميين لا يحترمون من قسَّم الولاء للإنتماءات غير إنتمائهم للسلالة .