إيهاب الشرفي :
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها توصلت إلى إنتاج سلالة جديدة من عائلة كورونا المجهرية في 2015 ، ونحن في اليمن كنا قد سبقناها بمراحل في هذا المجال ، وكانت اليمن قد انتجت نوع أخطر من كورونا في تسعينات القرن الماضي من سلالة (كوحثيد-90) (COHATHID-90) .
في الحقيقة إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19 .. COVID-19) ، لن يكون نهاية العالم الذي نعرفه اليوم ، على الأقل بالنسبة لي كمواطن يمني يعيش في المرحلة الراهنة ، ما يقلقني أكثر من كورنا هو الفيروس الذي ينخر بلدي منذ سنوات ، وأعتقد جازما على ذلك أن نهاية العالم بالنسبة لليمنيين من أمثالي ، تتمثل بكورونا الحوثي الإنقلابية (كوحيثد-90) .
لأن هذا الفيروس يعتبر أشد خطورة من كورونا ومن الإنفلونزا الإسبانية والكوليرا .. المتمثل بفيروس المليشيات التي بدأت أعمالها الإجرامية ضد الشعب اليمني في تسعينيات القرن الماضي تحت مسمى جماعة الشباب المؤمن ، قتلت لوحدها ما يزيد عن 60 ألف يمني، وذلك إلى 2007 فقط ؟ وهو أضعاف ما قتلته عائلة كورونا مجتمعة في العالم كله منذ أن تم إكتشافها إلى اليوم ،
فيروس كورونا المستجد الذي أرعب العالم وشل حركة الإقتصاد العالمي ، وهو لم يقتل حتى الان ما يزيد عن 8 ألف إنسان ، في الوقت الذي يسعى العالم بأسره لوقف هذه الجائحة ، بينما قتلت مليشيات الحوثي ما يزيد عن 85 ألف إنسان منذ 2014 إلى 2020 فقط والعالم لم يحرك ساكن تجاه هذه المجازر التي تحدث بشكل يومي في اليمن .
وفي الوقت الذي تسبب به فيروس كورونا ، بوضع الملايين تحت الحجر الصحي في منازلهم بعدد من بلدان العالم ، كان فيروس مليشيات الحوثي قد شرد الملايين من منازلهم ودمر مساكنهم ونهب أموالهم وصادر حقوقهم وممتلكاتهم ، وكذا شرد الآلاف من اليمنيين في أنحاء العالم لأجئيين وهاربين ومطاردين .
وفيما كورونا يهدد في أسواء الاحتمالات بقتل 15 مليون إنسان في كل الكرة الأرضية في حال عجز العالم عن إيجاد لقاح أو علاج له ، تهدد مليشيات الحوثي الإنقلابية بموت 30 مليون إنسان وفقا لعدد من التقارير الحقوقية والإعلامية والإحاطات الأممية ،
المفارقة المثيرة للتعجب ، أن العالم كله يبحث عن علاج سريع وفعال للفيروس وسيكون ذلك خلال الأيام القادمة ، بينما الشعب اليمني يعاني من فيروس الحوثي منذ ما يقارب ستة أعوام ، في الوقت الذي تعلن فيه الأمم المتحدة أن ما يزيد عن 17 مليون طفل يمني مهدد بالموت بسبب الأزمة الإنسانية والانهيار الإقتصادي في اليمن التي تسببت بها مليشيات كورونا اليمن .
لذى ، فإن فيروس (كوحثيد-90 .. COHATHID-90) أشد خطورة وفتك من (كوفيد19 ..COVID-19) ، وعلى المجتمع الدولي سرعة الإعلان عن حالة الطوارئ القصوى للقضاء على الفيروسين معا ، حتى لا ينعم شعب دون اخر بالأمن والإستقرار والعيش الكريم .