دنيا الخامري
توافق وطني قبل السياسي هو الحل؟!
الأحد 20 اكتوبر 2019 الساعة 18:44
تاريخ وهوية وأرض وثروة هو مسمى الوطن.. وبما أن خارطة اليمن مطمع للكثيرون إلا أن أبناؤها مايزالون محصورون داخل الحدود الجغرافيا..
فكما نعلم بأن الأحداث الراهنة على الساحة اليمنية والتي شغلت طاولة المجتمع الدولي تدور حول مستقبل البلد عقب الانقلاب الذي استنزف لسنوات الكثير من مقدراته واقتصاده.. يظل الحوار بين جميع الأطراف فرصة للخروج من الأزمة والصراع ومفتاح حل كافة الصعد في بناء اليمن والتخلص من براثن انقلاب شرعن نفسه لتدمير ونهب خيرات الوطن وفاقم من معاناة الشعب.
الشعب الذي يحتاج إلى إعادة الحياة الطبيعية لما كانت عليه.. يحتاج الى أن ينعم بأبسط حقوقه من الخدمات الأساسية كمشاريع محطات كهرباء وشبكة مياه ومجاري وضبط سعر العملة وتوفير المواد الغذائية الأساسية ومراقبة السوق السوداء التي تستغل حاجتهم، يحتاج إلى إعادة اعمار مادُمر خلال الحروب الأخيرة..
أكبر خطر يتعرض له اليمن حالياً خاصة في المناطق الشمالية وسيعجز ولاة الأمر فيما بعد على إعادة بناؤه هو تدمير المجتمع ونسف نسيجه الاجتماعي من قبل المليشيا الإيرانية التي حاولت نسف أجيال المستقبل بتدمير الهوية الوطنية من خلال التعليم فعملت على برمجة عقول الطلاب على معتقدات وأفكار طائفية ممنهجة لتنفيد أجندة خارجية فحرفت المواد الأساسية وغيرت المناهج التعليمية والذي سنحتاج سنوات أخرى لإعادة ما هدمته في عقول الأجيال الحالية..
أما في المناطق الجنوبية فـ بلسان حال أبناؤها يفتقدون معالم الأمن والاستقرار حتى ما بعد التحرير وانتهاء الحرب الانقلابية، ما يزال المواطنون يحتاجون إلى أن يلمسوا التعافي مما حل بهم ولن يتم ذلك إلا عندما تتوحد وتتفق جميع المكونات السياسية تحت طاولة حوار والتخطيط الصحيح لإعادة الإعمار.. وأما الخسارة الكبرى لمسمى الوطن قادمة لا محالة..
من يقول بأن الشعوب والأوطان تبنى وتستقر وتحقق مصالحها وتطلعاتها بالسياسة فقط فهو واهم.. الأوطان لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها..
مستقبل اليمن عامة شمالاً وجنوباً لن يتحقق إلا بالتوافق الوطني قبل السياسي للخروج من الأزمة الحالية ورسم المستقبل القادم..
يكفي ما عانه الجميع من فرقاء وصراع ونزوح وقتل وشتات والمتاجرة بأرواح ودماء الأبرياء.. يكفي حسرات وونات وانكسارات.. حقاً يكفي..!!