«ما يميز رجال التاريخ ويشق مسار التطور في الحضارة الإنسانية هو القدرة على تخيل المستقبل وتحويل الرؤى إلى خطط ومشاريع».
هكذا استهل دولة رئيس الوزراء حديثه في أولى محطات مهامه كأول رئيس حكومة شاب مستقل ، رجل أدرك أبعاد العلاقات الاستثنائية لليمن في ظل شراكة إقليمية تدير دفة الحرب والبناء في آن معا ، شاب يعمل بوتيرة عالية في تناول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والخدمية لتلبية الاحتياجات العاجلة لأبناء شعبه ، والعمل على تطوير قطاع الخدمات وصولاً إلى قدرة الحكومة على القيام بواجباتها متجاوزة الآثار التي نجمت عن الانقلاب المشؤوم والحرب التي فجّرتها ميليشيا التمرد الحوثية ومتمردوا الجنوب.
وهناك في صلب الحوار يتربع على مكانة ذات قدر مستمدا تلك اللياقة من الثقة التي منحها اياه فخامة رئيس الجمهورية والدنا المناضل عبد ربه منصور هادي حفظه الله إلى جوار الفريق المحنك علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية وطاقم الرئاسة الرشيد في حوار جدة لتجاوز تبعات الانقلاب الأخير على السلطة الشرعية جنوبا وبدعم وتمويل وتخطيط اماراتي مخالف لأهداف تواجده.
جهود حثيثة استهلتها الحكومة منذ تشكيلها تجسدت في تطوير آليات الاتصال وتعزيز العمل المشترك بين حكومة المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية وصولا إلى إنعاش الوضع وتطبيع الحياة داخل العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة انطلاقا من المهرة التي شهدت منذ توليه منصب رئاسة الحكومة فيضانات عارمة فكان لمعين وثبة نوعية تعززت في نزوله المباشر للإشراف على حملات الإغاثة والإنقاذ واعمال الصيانة ، وإعادة الخدمات وجبر الضرر ، إنها مهمة بالغة الأهمية والحساسية في الأوضاع التي تعيشها اليمن ، لكنها الضرورة الوطنية التي لا تقبل التقاعس أو الانكفاء أو البحث عن الخلاصات الذاتية في وقت تتعرض فيه بلادنا وشعبنا لمخاطر الاستبداد والعنف والتطرف والتمزق ، وبرغم الصعوبات التي يواجهها منذ توليه رئاسة الحكومة إلا أنه ظل كل يوم يعمل مع فريقه لتجاوز تلك العقبات.
ولولا التمترس الذي ظلت تعبث من خلفه قوى الشر للنيل من كل المكتسبات على الأرض لكان الحال على غير عادته ، ولتمكنت الحكومة إحراز نجاحات عملاقة تعيد للمواطن الأمل والثقة في قيادته، وعلى عجالة سأتطرق لبعض العناوين المشرفة لجهد دؤوب قامت به الحكومة منذ مباشرتها لمهامها على الأرض ؛ فعقب انتظام عمل الحكومة والكثير من مؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن توالت الزيارات المتكررة لعدد من وفود الدول الدائمة في مجلس الأمن وبعض الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية مما أسهم في خلق انطباع إيجابي والتهيئة لجلب الفرص التنموية وإعادة الاعمار.
أسهمت الحكومة في وقف تدهور سعر العملة واستعادتها لبعض قيمتها والتحكم بمعدل التضخم والأسعار عند مستويات مقبولة خاصة أسعار المواد الأساسية التي تشكل عماد حياة المواطنين وخصوصا من ذوي الدخل المحدود وتوفيرها في جميع محافظات الجمهورية، والعمل على تهيئة الظروف اللازمة لتحسن النشاط الاقتصادي والمالي والتجاري.
كما قامت حكومة معين بتفعيل العمل في عموم المحاكم والنيابات في المحافظات المحررة وتهيئة مقار السلطة القضائية في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات ، لقد عملت الحكومة أيضا على تحسين منظومة التيار الكهربائي و تقليص ساعات الانقطاع بشكل ملحوظ والعمل على تعزيز قدرة التوليد في محافظة عدن بتوريد محطة اضافية وبتمويل من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية إضافة الى مكرمة النفط التي بها يتم تشغيل تلك المحطات .
كما عززت الحكومة قدرة المحطة الغازية بوادي حضرموت للعمل ، لقد اسهمت حكومة معين في تأهيل وتزويد عدد من المنشآت الصحية بالمعدات والأجهزة الطبية وسيارات الإسعاف وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية بما يمكنها من تقديم الخدمات الأساسية للمرضى بصورة منتظمة ومكافحة الأوبئة ومن ضمنها تفعيل عدد من مراكز الأطراف الصناعية والعلاج الطبيعي في محافظات عدن وتعز ومأرب ، كما قامت بدعم أنشطة مختلفة وسهلت للمنظمات المتخصصة دعم وإنشاء عدد من المستشفيات الميدانية والمتنقلة.
وباشرت الحكومة صرف مرتبات العاملين في القطاع الصحي لتمكين المرافق الصحية من تقديم الخدمة للمواطنين وتحصينهم ، لقد تمكنت الحكومة من صرف مرتبات ما يفوق عن (297,710) موظفا من إجمالي (472,353) موظفا في القطاع المدني وبنسبة تتجاوز الـ 63% في عموم الجمهورية، كما تم انتظام صرف معاشات جميع المتقاعدين المدنيين ، لم تقف الحكومة عند ذلك فحسب بل سعت لوضع آليات ضابطة لتحصيل الموارد العامة للدولة ومحاولة تخفيض العجز، وعدم السماح بتمويله من مصادر تضخمية.
وعملت على تمويل عدد من الصناديق التنموية والتي توقف تمويلها بسبب الحرب ، لا يغطي عين الشمس طربال جاحد ولا يطعن في تلك الإحرازات منصف عاقل ، ولولا الأطماع التي ظلت تعصف باستقرار عدن وتهدد أمنها وصولا إلى تفجير الوضع عسكريا والانقضاض على مؤسسات الدولة ونهبها وتدميرها وخلق حالة فوضى لكان ثمة إنجازات نتحدث عنها بلغة الأرقام.