بقلم: محمد جميح
يا جماعة هل من تفسير للحالة المستعصية للفقيه المؤدلج محمد البخيتي، الذي لا يزال يظن أن أحداً يمكن أن يصدق كذبة أسياده الحوثيين الذين يدعون أنهم في كل حروبهم التي شنوها ضد اليمنيين منذ ٢٠٠٤ إنما يدافعون عن النفس؟!
يقول هذا المؤدلج-بذكائه المعهود-إن مليشيات سادته ذهبت لقتال إخوتنا في الضالع دفاعاً عن النفس!
وقبلها كان حامل مبخرة عبدالملك الحوثي يقول إنهم في ٢٠١٤ عندما دمروا عدن على رؤوس أهلها إنما فعلوا ذلك دفاعاً عن النفس!
ويواصل كذبه الذي ينم عن حالة مستعصية بأنهم يبحثون عن السلام، ولكنهم ينتظرون أن يجنح الآخرون للسلام!
طيب…يا وحيد عصرك وفريد دهرك:
لدينا مثال واضح ضمن عشرات الأمثلة…
اتفاق الحديدة كان يمكن أن يصبح مدخلاً أساسياً للسلام…
من يرفض تنفيذه اليوم بعد أن وقع عليه في ستوكهولم؟!
ولماذا يذهب غريفيث إلى صنعاء للمرة الخامسة إذا كان سادة البخيتي مستعدين لتنفيذ الاتفاق؟!
الكل يريد السلام في اليمن، لكن السلام مع الذين ذهبوا لقتل أهل الضالع بحجة الدفاع عن النفس، هذا السلام هو سلام من يخيرك بين أن يحكمك أو يقتلك، وهذه سخافة لا يجيد التعبير عنها إلا الفقيه المؤدلج محمد البخيتي.
الجن والإنس أصبحوا يعرفون من يرفض السلام وينقض العهود والاتفاقيات ليس من ٢٠١٤ وحسب، ولكن منذ أن ظهر صوت الفتنة حسين الحوثي في ٢٠٠٤، ومنذ انطلاق أول رصاصة من رشاش أحد عناصر الحوثيين على نقطة أمنية في محافظة صعدة.
ذاكرتنا ليست منخلاً…
وأدمغتنا ليست في قمقم عبدالملك…
وأفكارنا يصعب تحجيمها بإطار ملزمة حسين…
وكلماتنا لا تخرج من الكتب الصفراء التي يدرسها كهنة السلالة لأتباعهم…
طبعاً الفقيه البخيتي يريد من خلال دعواته المتكررة للسلام أن يوهمنا بأنه صاحب قرار في الجماعة، وليس مجرد تابع ذليل للحوثيين، دفعه عنصر صغير من عناصرهم على وجهه يوم أن حاول أن يمنعهم من اقتحام بيت محمد القوسي في صنعاء، بعد أحداث ٤ ديسمبر ٢٠١٧، قائلاً: ما لك دخل يا بخيتي…
من يكلم البخيتي أنه عند الحوثي مجرد منديل يمسح به قذاراته، ثم يرميه كما رمى غيره في أقرب مزابل التاريخ؟!
الأمور واضحة:
كنا في سلام ووئام ويصلي من يضم إلى جانب من يسربل في كل مساجدنا قبل أن تدخل علينا أفكار ولاية الفقيه التي أشعلت الحرب بين اليمنيين، والتي يحاول البخيتي أن يخدعنا عن حقيقة من أشعلها، وكأننا بذاكرة مثقوبة!
دعونا-إذن- نقترح أن يعين البخيتي مبعوثاً دولياً للسلام في اليمن، وليبدأ باتفاق سلام بين أهل الضالع ومليشيات سيده التي ذهبت للقتال في الضالع دفاعاً عن النفس ضد الجنوبيين الذين اعتدوا على الحوثيين في ذمار!
هناك مثل شعبي يقول: “من قلة الخيول ركّبنا على الحمير سروج”…
قلة الخيول هي التي جعلت الحمير تملأ شوارع صنعاء…
قلة الخيول…
قلة العقول…