إيهاب الشرفي :

تعز على موعد مع مسيرة جماهيرية شعبية سلمية دعى لها المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة تحت شعار (من أجل الإصطفاف الوطني لإستكمال التحرير وتعزيز مؤسسات الدولة وفرض النظام والقانون) والتي من المقرر أن تنطلق صباح غدا السبت سائلة القمط ( حارة الهندي ) مروراً بشارع جمال وصولاً الى أمام مقر المحافظة الموقت .

الأمر الجميل في هذا الإحتشاد السلمي ، هو التغير الكبير الذي يشهده حزب المؤتمر في سياسته العامة تجاه القضايا المختلفة ، خاصة أن دعوته للإحتشاد تأتي في إطار مطالب مشروعة وضرورية وهو الأمر الذي يتطلع إليه كل المواطنين في تعز ، وهو ما سينعكس إيجابا على شعبية الحزب في الشارع الوطني ، ويحسن من صورته التي كانت قد تشوهت خلال الفترة الماضية .

كما أن المسيرة المقرر انطلاقها غدا ، من شأنها أن تُعيد للعامة من المؤتمرين الثقة بأنفسهم ، خاصة أن الصراعات السياسية التي شهدتها اليمن عموما وتعز بشكل خاص طوال الفترة الماضية ، كانت قد بدأت بتجريف الجمهور المؤتمري و التأثير عليه وإستقطابه إجبارا بفعل المواقف المغيبة لقيادات المؤتمر والسياسة الموحدة للحزب التي تأثرت بشكل كبير بالإنقسامات والولاءات عقب مقتل صالح .

وبحسب قيادات مؤتمرية بارزة في تعز ، أكدت أن المسيرة لن تستهدف أي طرف أو مكون سياسي أو حزبي أو جهوي ، وأن الشعارات المتفق عليها ستكون في إطار المطالبة بوحدة الصف ودعم السلطة المحلية وإستكمال التحرير وفرض القانون ، وهو ما سيعزز الفرص السياسية والشعبية للحزب في المحافظة ، وبالتالي فرض واقع سياسي جديد ، من شأنه رسم ملامح المستقبل لتعز .

والأمر الأكثر أهمية أن هذه المسيرة الثالثة التي تشهدها مدينة تعز في غضون أقل من شهر رغم الحصار المطبق عليها ، ما ينفي الإدعاءات بتفرد فصيل أو طرف سياسي بعينه بمجريات الأحداث في تعز ، كما أنها تُكسب المدينة بُعد ديمقراطي فريد في ظل الأوضاع المفروضة على البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام ، وهو ما سينعكس على المستقبل القريب للمحافظة ، وسيُغير النظرة الشاملة والتعامل الدولي والإقليمي تجاه المحافظة ، وسيرسم خريطة سياسية جديدة قد تكون محورها تعز .