إن الحديث عن تحويلات المغتربين اليمنيين يجرنا الى الحديث عن الخلفية الثقافية والعلمية لدي المغترب، فمن المعروف ان المغترب اليمني ذو ثقافة وتعليم متدني الامر الذي إنعكس على تفكير هذا المغترب من الهدف النهائي من الغربة، اعتقد ان التفكير السائد لدى المغترب اليمني ان الغربة هي الهدف النهائي له، ولهذا نجده يغترب عشرات السنين ولا يرجع، وان رجع بنى بيت واعتبر ذلك منجزه، عكس المغتربين من الدول العربية الاخرى الذين يعتبرون الغربة وسيلة للحصول على الموارد المادية لتأسيس مشروع او استثمار ريع الغربة في اي بناء في الوطن، وعليه ان ما سيفيد الوطن من المغترب التحويلات المالية، وهذه التحويلات لها في الغالب اثار سلبية اقتصادية واجتماعية يمكن ايجاز بعضها في الاتي:
الآثار الاقتصادية: من المعروف ان الكثير من الدول النامية تعتمد في موارها المالية على تحويلات المغتربين وبنسب متفاوتة، مثل الاردن، السودان الهند، اليمن، وغيرها من الدول .. وفي حالة اليمن وكما اسلفنا ان ثقافة المغترب اليمني هي الحاكمة لتصوراتة حول الغربة .. واهدافها من حيث الآتي:
1- ان المغترب لا يعرف انه جزء اساسي في تمويل التنمية الاقتصادية، من جانب توفير النقد الاجنبي الداعم للاقتصاد وكذلك الداعم لتماسك العملة الوطنية.
2- لا يدرك المغترب اليمني انه يمثل خدمة تم تصديرها لتعود على الاقتصاد بالنفع، كما هو نفع الصادرات الاخرى من السلع.
3- لا يدرك المغترب اليمني ان الغربة محطة يتم فيها توفير الموارد المالية لتأسيس مشروع او استثمار هذه الموارد في الوطن، «يفيد ويستفيد».
4- لايدرك المغترب اليمني أن تحويلاته المالية عبر وكلاء المغتربين وليس البنوك يحرم الاقتصاد اليمني من العملات الصعبة، ما ينعكس سلبا على قيمة العملة الوطنية،وبالتالي ينعكس سلبا عليه، وهذا ما يعرف بارتداد العملة الاجنبية وفكرتها! .. اذ ان تسليم العملة الاجنبية لوكيل المغتربين في الخارج، بغرض تحويلها الى داخل البلاد كمصاريف للاسرة، او قيمة ارض، وغيرها، فان الوكيل لا يقوم بتحويل العملة الاجنبية وانما يقوم بالاتصال بالوكيل المحلي بتسليم المبلغ للمستفيد بالعملة المحلية، وتظل العملة الاجنبية في الخارج هذا يعني ان حرمان خزينة الدولة من النقد الاجنبي.
4- ان المغترب اليمني لا يفكر بتكوين راس المال عن طريق بناء المشاريع الصغيرة او المتوسطة او الكبيرة من ريع الغربة، وانما تستغل اموال الغربة بالبناء، ولم يتم استغلال تلك المباني اقتصاديا، وانما تترك، غابات من الاسمنت غير مستغلة، وهذا يعتبر هدر للموارد المالية، فنجد الاف المباني عبر الوطن سواء كانت مكتملة اوغير مكتملة، وهذا يعني ان مليارات من العملات الأجنبية اصبحت مهدرة.
** أستاذ الإقتصاد والتمويل الدولي بجامعة تعز