بقلم/توفيق الشنواح
في عدن المرهقة كوردة منسية في مزهرية بلد آيل للذبول!
في عدن الغريبة التي طمست ملامحها على نحو يبعث النكران لحقيقة ما عرفت التبديل.
في عدن العمياء التي تتحسس طريقها فتسقط باحثة عن صغارها العاقين، فلا تجد غير الفقد يلفحها بهجير لا يعرف الهدوء.
توجعني هذه التفاصيل المطمورة .. وتجلدني مزهريات العمر المحطمة في قوارع الطرق التائهة نحو مجاهيل لا تتيح للملاح أن يجد موجة شاردة ترشده للبر الآمن.
أهو البحر قد سحّت ملوحته كل شيء ؟!
أهي الغربان التي باتت تنعق في كل نايف، وفي كل شارع ؟!
عدن ، عندما أضنى السكوت نوارسها التي هاجرت مرغمة مع مراكب الحب العتيقة مكسورة الجناح، تاهت في إثرها الأماني التي أشهقت قلوب عشاقها دهرًا من الأزمان!