في التخبط التي مازالت تسير على نهجه البلدان العربية والتي لم تلقى لها مخرج حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 4 أعوام يصبح حال المواطن أكثر سوءاً عن ذي قبل، بشكله وفكره ومضمونه.. وبكل حدث جديد طرأ غير له مفاهيمه.
عاش تلك الحقبة في عزلة غائبة عن الوعي يستجدي السكينة بأبعادها المفقودة.. البقاء كان عنوان الأمنية التي لم يتمناها أو يطمح بها لتحاصره الخيبة من جميع الاتجاهات..
كل ذلك يوحي لنا أن هناك سنوات أخرى عجاف سوف يصارع فيها هذا المواطن الحياة بشتى معاركها حتى يضمن البقاء.. البقاء من أجل أن يعيش يومه فقط، فهو لا يمتلك الوقت حتى في التفكير أو التدبير للمستقبل، لايمتلك شيئاً يكافح من أجله بسبب إنشغاله بدوامة الحياة الدائرة حسب تصوير كوني يدور في حلقة مفرغة ويتمحور في (اللاشيء).
غير آبه بما يدور حوله من سياسات أو اتفاقات حول أوضاع بلده أكانت السياسية أم الاقتصادية أو حتى الاجتماعية والثقافية.. هذا المواطن البسيط الذي أتحدث عنه هو جزء من ملايين المواطنين الآخرين الذين أشغلهم البحث عن لقمة العيش عن الحياة الواقعية أو حتى العبثية، تائهون في ملكوت يومهم لا يهمهم فلان مات أو مسك زمام الحكم أو فلان قتل أو قُتل، فلان هرب أو أنسجن فلان تحزب وتلون سياسياً.. هذا المواطن هو أنا وأنت وهو وهي وهم ونحن وهؤلاء.. جميعنا نكذب إذا قلنا أنه وفي ظل هذه الأوضاع والظروف التي تمر بها الدول العربية والعالم أجمع أصبحنا نهتم لأي شيء، نشاهد الأخبار وأحداث العالم والكوارث الطبيعية ونتمنى زوالها، نشاهد الحروب الدائرة كما حدث معنا من حرب عبثية انتهت في تدمير جميع المقدرات وحتى الآن لايزال الشطر الآخر منها لم تنته فيه بعد، وكما هي مستمرة في سوريا وليبيا والعراق لكن تظل اليمن محور اهتمام دولي واقليمي عجز أن يلقى لها حل..
صحيح أننا نعيش حياتنا كما يحلو لنا لكن يظل بداخلنا صراع ذاتي بين الحرية والعبودية بين ما نريد وما قضي عليه الأمر، بين المالك والمملوك والعبد والمعبود، حالنا أصبح كعمرنا الذي لم نعد نشعر به من كثرة الضربات الموجعة التي تلقيناها، عمر يضيع من بين أيدينا لم نعي كيف ومتى ولماذا ضاع؟!.
افتقدنا الإحساس بكل شيء حتى وإن أبرعنا في التصنع والتمثيل، افتقدنا ذاتنا القديمة حتى وإن أوهمنا أنفسنا بأنها ماتزال على حالها أفتقدنا أرضنا ووطنا الذي نحلم بعودته كما كان وعودتنا إليه، أفتقدنا أعزائي أن نشعر بقيمة بعضنا البعض ونتراحم فيما بيننا البين.
أشياء كثيرة افتقدناها لكن هل ستعود يوماً كما كانت أم سيظل الحال مرفوع بأمنية ومكسور بها ومفتوح على أمل تحقيقها؟!! لكم الاختيار ويبقى لي حق القرار وحتى هذه اللحظة مازلت حائرة مابين الافتقاد لشيء ما أم الاعتقاد بأني فاقدة لهذا الشيء ألا وهو (السلام) دمتم به وعليه!!
وبما أنني استحضرته من أعواماً مضت تحت مسمى: (أيها الأوطان.. عليك السلام!!) فخاتمة هذا العام قد تتشابه وتختلف بحسب أهواء الحكماء الذي ما يزال سلام الأوطان يتخبط بين أيديهم ويتلاشى بطريقة الأجزاء.. شتاء هذا العام ياسادة مختلف ببردوته وهناك من تجمد تحت أكوام من الأغطية الممزقة كحال الوطن!..وأمنيتي أن يجد السلام ميناء يرسو في منارة محددة الهوية..