تزامنا مع احياء اليمنيين والجنوبيين على وجه الخصوص للذكرى الـ٥٥ لثورة الـ١٤ من اكتوبر المجيدة - يشهد الشارع الجنوبي حالة من الغليان والسخط العام ازاء المواقف المتخبطة الصادرة عن ما بسمى بـ«المجلس الانتقالي» الذي ما فتئ يروع الناس البسطاء بها بين الفينة والأخرى مستغلا ومتاجرا بالقضية الجنوبية مقدما نفسه بإسمهم في الوقت الذي لم يعد له من مناصرين او اتباع سوى تلك الشلة التي يصرف عليها أموالا طائلة.
واتخذ العامة من الشخصيات السياسية والنشطاء من مواقف ما بسمى بـ«المجلس الانتقالي» - مادة للسخرية والتندر خصوصا بعد موقفه الاخير الذي اصدر به بيان رسمي مؤكدا اعتزامة السيطرة على مؤسسات الدولة وطرد الحكومة الشرعية، والذي لم يمض اكثر من اسبوع حتى اعلن تراجعه مؤكدا استمرارة في عقد الاجتماعات الى أجل غير مسمى .. حيث اعتبر الكثير من الناشطين حالة التخبط هذه والاندفاعات اكبر دليل على ان المجلس يدار من الخارج وانه لا يمتلك اي قرار .. والقائمين عليه ليسو سوى ادوات تستخدمها قوى خارجية وقت الحاجة وفي سبيل تحقيق اغراض ومكاسب سياسية رخيصة.
والأمر الأكثر اثارة للسخرية هو قيام «المجلس» بتوجيه المليشيات المسلحة التابعة بتحريك قوات عسكرية والاستعراض بها في اواسط العاصمة المؤقتة عدن .. معتبرا ذلك استعداد لتنفيذ قراره في السيطرة على مؤسسات الدولة، ناهيك عن الشعارات الجوفاء التي يرفعهها .. وهو الامر الذي اثار مخاوف وفزع الكثيرين .. الا انه لم تمر سوى يومين على تلك التحركات حتى اعلن القائمين على المجلس تراجعهم موجهين مليشياتهم بنسيان الأمر.
جميع هذه المواقف المتناقضة والمتخبطة والتي سبقتها الكثير من المواقف المماثلة جعلت السواد الاعظم من الجنوبيين الذين كانوا منضمين للمجلس - ينفضون عنه ويتركونه متخذين مواقف نقيضة ومعادية له .. اذ انهم ينظرون له بإعتبارة المعرقل الوحيد لمصالح الناس وللعملية التنموية التي تقوم بها الحكومة الشرعية في عدن وجميع المحافظات المحررة .. كما باتوا ينظرون له بإعتبارة كيان عميل مرتهن لقوى خارجية تسعى من خلاله لتحقيق اجندة سياسية خطيرة تتعارض وتخل بالثوابت والسيادة الوطنية.
ومازاد من حدة سخط الناس تجاه هذا المكون التخريبي هو تزامن موقفه الاخير الذي عبر عنه في البيان الانقلابي مع الازمة الاقتصادية الخانقة التي مرت بها البلاد وتمثلت في تهاوي الريال .. حيث اتخذ المجلس هذه الازمة فرصة لتحقيق نوازعه الشريرة، وسعى لتأليب الرأي العام ضد القيادة السياسية والحكومة الشرعية، داعيا الجنوبيين للانقضاض على الحكومة ومؤسساتها - غير عابها بمعاناة الناس وعذاباتهم - وهو ذات التوجه ونفس الخطوات التي انتهجتها مليشيا الحوثي الايرانية للإنقلاب على الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة .. ما يعني ان كلا الكيانين «الحوثي - الانتقالي» ينفذان اجندة واحدة ويسعيان لجر البلاد الى هاوبة الفوضى والحروب الاهلية.
وفي مقابل ذلك نجد أن مساحة ونسبة تأييد ومناصرة الحكومة الشرعية تتزايد وتتسع في اوساط الجنوبيين يوما بعد آخر - خصوصا بعد ان تأكد الجميع ان هذه الحكومة وحدها ممثلة برئيسها دولة الدكتور أحمد عبيد لن دغر هي الوحيدة التي خدمتهم وتخدمهم وتسعى وتثابر على الدوام في سبيل معالحة وحل مشاكلهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم .. وبفضلها وجهودها طُبّعت الحياة الى مدنهم وتوفرت الخدمات وتحركت عجلة التنمية والاعمار في شتى المجالات .. كما ان الجميع باتوا يدركون انه لولا جهود هذه الحكومة لكانت مدنهم لا تزال ترزح في الوضى وتدار من قبل عصابات ومليشيات اللصوص وقطاع الطرق حتى الآن.
وما ضاعف حالة رضا الناس عن الحكومة وحبهم وتبجيلهم لرئيسها دولة الدكتور أحمد عبيد لن دغر - هو الانجازات الكبيرة والنجاحات العظيمة التي حققها في الآونة الأخيرة في مجالات عدة .. ابرزها نجاحه في تلافي ومعالجة حالة الانهيار الاقتصادي، وتمكنه من السيطرة على سوق الصرف وتثبيت سعر الريال اليمني، واتخاده جملة من الاجراءات والتدابير الاقتصادية الهامة التي مثلت ضمانات حقيقية لعدم تكرار حالة التهاوي الاقتصادي تلك، والتي تم الاعلان عنها امس الاول من قبل محافظ البنك المركزي اليمني .. وهو الامر الذي اكد للناس حقيقة حرص هذه الحكومة على الوطن واستشعارها لمعاناة ابناءه، وتفانيها في خدمته والتصدي لكافة الاخطار والازمات التي تتهدده.
والى كل ذلك سعد وابتهج الجنوبيين والعدنيبن على وجه الخصوص بالمنجز العظيم الذي استكملت الحكومة الشرعية تحقيقه لهم اخيرا .. والمتمثل في خدمة الكهرباء التي صارت متوفرة اخيرا على مدى «٢٤» ساعة ودون ان تتخللها اية انقطاعات .. وكل ذلك كان بجهود ومساعي وامكانات حكومية صرفه .. حيث اعتبر الجميع هذا الانجاز الذي يتصدر قائمة إهتماماتهم بمثابة دليل واضح على ان الحكومة حادة في وعودها وتوجهاتها، ولولا الصعوبات والعراقيل وشحة الامكانات التي تواجهها لكانت حققت لهم الكثير .. لذلك صار الجميع اليوم مصطفين ومؤيدين ومناصرين لهذه الحكومة ورئيسها .. في مقابل سخطهم ونقمتهم على ما يسمى بـ«الانتقالي» والقائمين والذي لم يلمسوا منه سوى الشعارات الجوفاء والتهديد والوعيد .. واشاعة الفرقة والانقسام ومحاولة جر الجنوبيين الى دوامة الحرب والاقتتال الداخلي .. وبالتالي اضحى اضحى لسان حالهم يقول اليوم: «نعم للشرعية وللحكومة - ولا للمليشيات والعملاء واصحاب مشاريع الفوضى».
.