إيهاب الشرفي
تعز ومن لا يعرف تعز ، أيقونة الثورات و رمز النظال ، و مهد الحرية في حضارة الحرية ذاته ، تعز التي لا تعرف الركوع و لا الإنحناء لأي مستبد ظالم ، توشحت اليوم في ذكرى الساس و العشرين من سبتمبر المجيدة ، الثورة التي انطلقت شراراتها الأولى من هنا من أرض الحالمة و حققت إنتصارها المجيد في الثاني و الستون تسعمائة و الف للميلاد ، تُجدد اليوم ذكراها تعز بعرض عسكري مهيب ، و كرنفال شعبي و جماهيري زينتهُ أعلام الوحدة و توجته الأهازيج و الفرحة و رست على شاطئه ذكرى ستةً و خمسون عاماً من الإنتصار العظيم .
يُثبت اليوم أبناء تعز ، أن تعز تستطيع العودة من بعيد ولديها القدرة على تجاوز قضاياها وتجاوز العقبات التي وضعت أمام مشروعها المدني و الحضاري ، وما إحتفالات تعز اليوم بالعيد الوطني 26 سبتمبر ، و إيقاد شُعلت الثورة المجيدة ، رغم الألم و الحصار ، إلا بداية الإنتصار الكلي لهذا المشروع ، والذي أنطلق ولايمكن إعاقة عجلة إنطلاقته أو إيقافها أو إعادتها للخلف .
إن إحتفال تعز بهذا الزخم الجماهيري و العرض العسكري الكبير ، رسالة بحد ذاتها للخارج والإقليم ودول التحالف العربي ، وصورة واضحة رسمها الشعب بتفاعله اللامحدود وحظوره الكبير والكبير جدا ، لقضاء فرحة العيد الوطني و تذكير مليشيا الكهنوت و الإجرام الحوثي أن لا مجال لحلمها بإستعادة الحكم الإمامي .
إن إحتفالات الشعب في هذا المعلم الثقافي ، كتعبير عن رفضه لعسكرة المدنية والمحافظة ، مؤكدا أن تعز مدنية تعشق الحياة وترفض الموت ، وهي خالية مما أشيع حولها من تقارير زائفة مفادها بأنها واقعة تحت سيطرة مليشيات مسلحة إرهابية وغير خاضعة للدولة , كل هذه الرسائل لم تنقل إعلاميا فقط و إنما نُقلت أيضا عبر الشعب و إحتفالات و فرحة العيد الوطني .
ان احتفالات تعز بهذا القدر الكبير ، عنوان بارز في تفاصيله الكثير من التكشفات و التوضيحات ، وخاصة أنها تأتي في وقت قياسي و منعطف تاريخي هام تمر به تعز خصوصا و اليمن عموما ، كما أنها حملت رسائل عديدة و توضيحات هامة أبرزها ، أن لا قاعدة و لا داعش و لا خلايا إرهابية في مدينة تعز ، كما يزعم البعض من المأجورين و الاقلام الموجهة ضد أبناء و محافظة تعز بشكل عام و هزيمة لكل الإشاعات المغرضة بحق مدينة تعز ، بالإضافة إلى أن ذالك يعد نموذجا فريدا يعكس الروح الوطنية الكاملة للعاصمة الثقافية لليمن و يقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه إفتعال أعمال تخريبية أو فوضوية .
ستظل تعز تستمد صمودها الأسطوري من قلعة القاهرة التاريخية التي تحدت الزمن و قهرت اعداء الأمس، و لا يمكن أن تنهزم أمام اعداء اليوم ، وستظل كما كانت لآلاف السنين رمزا للصمود و التحدي و الحرية ، و أيقونة للشموخ الحضاري المكتسب من الثقافة التعزية الضاربة في جذور التاريخ .
الحرية للوطن
الرحمة و الخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
تحيا الجمهورية اليمنية
تحيا الوحدة الوطنية
تحيا الثورات الشعبية المجيدة