وبما أن الأحداث الراهنة على الساحة اليمنية تدور حول مستقبل البلد عقب الانقلاب، الذي استنزف لسنوات الكثير من مقدرات البلد واقتصادها، تظل مشاورات السلام هي الفرصة الأخيرة للخروج الآمن من الأزمة الخانقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والفكرية، ومفتاح الحل لمشاكل اليمن.
ويظل خيار اليمن الاتحادي الضامن الوحيد لحق الشعب في تحديد مستقبله القادم، وهذا ما قام به فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي عندما احتضن وثيقة مخرجات الحوار الوطني في إنجاز تاريخي سيفضي باليمن باتجاه الدولة المدنية الحديثة.
وتستحضرني هنا بعض من أقوال رئيس الجمهورية خلال انعقاد الحوار الوطني قبل أعوام من الآن حين قال: نقول للجميع إلى هنا وكفى، فلنفتح صفحة جديدة من أجل الجيل الجديد والصاعد، وإغلاق صفحة الماضي بما لها وما عليها، والحوار هو أفضل وسيلة لحل المشاكل، ودعونا إلى الحوار والشراكة في بناء اليمن قبل تفاقم الأزمة.
فسهل سيتحد أبناء اليمن مع بعضهم البعض للتخلص من براثن انقلاب شرعن لنفسه تدمير كل ما هو جميل، وفاقم من معاناة الشعب، ونهب كل خيرات البلد، وأعادنا إلى الوراء، وهل سننعم بيمن اتحادي جديد عنوانه الرخاء والاستقرار؟ أم ستظل تلك الأحلام المشروعة ككابوس ينغص علينا ملاذنا؟.
** نائب رئيس تحرير «الوطن».
* نقلا عن صحيفة «الوطن» الرسمية الصادرة اليوم الاربعاء: «٢٩ أغسطس ٢٠١٨م».