كما يلمس في المقابل حالة من الرضا التام والمناصرة والمؤازرة للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والحكومة الشرعية ممثلة بدولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء، ما يعني حصول حالة إبدال في القناعات والرؤى والأفكار التي كانت مترسخة في العقل الجمعي «العدني» وفي الوجدان الشعبي سابقا بشكل عام.
كانت الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة خلال الفترات الماضية كفيلة بكشف الصورة الحقيقية لما يضمره كل طرف للوطن والشعب، وبالتالي تبدلت مواقف الناس وقناعاتهم بشكل جذري، فأولئك الذين كانوا ينادون بالانفصال وتقرير مصير الجنوب صاروا اليوم أكثر تشددا وتزمتا في مواقفهم المؤيدة والمباركة والمناصرة للقيادة السياسية وللحكومة الشرعية، جميعهم أصبحوا يسخرون من كل من ينادي بتلك الفكرة أو يردد أية شعارات مناطقية، بل إن الحال وصل بالبعض منهم حد الرد على دعوات الانفصال بعبارات سب وشتائم مقذعة.
السواد الأعظم من «العدنيين» صاروا يعتبرون الرئيس هادي القائد الرمز والحكيم والأب الروحي الذي يجاهد في سبيل الدفاع عنهم وتجنبيهم مغبة الحروب الصراعات والفوضى والانقسامات والتشظي، وفي ذات الوقت صاروا يعدون رئيس الحكومة الشرعية الدكتور أحمد عبيد بن دغر بمثابة المنقذ لهم بل والقديس الذي آثرهم على نفسه وغامر بحياته في سبيل إنقاذهم والوقوف إلى جانبهم في مرحلة اعتبرت من أصعب وأعقد المراحل التي عاشتها عدن، وسهر وتعب وكد وناضل واجتهد في سبيل إعادة الأمن والطمأنينة إلى مدينتهم وتوفير سبل ووسائل العيش الكريم لهم.
قليلون جدا من ما يزالون يزايدون بتلك الشعارات الجوفاء، وأغلبهم هم من تربطهم علاقات مصالح ومنافع مع قيادات ميليشيا التمرد تلك، والأمر بالنسبة لهم لا يعدو كونه وظيفة ودورا يؤدونه في سبيل الحفاظ على مصادر أرزاقهم «ما يتقاضونه من مال»، فقد أدرك الجنوبيون جميعا أنهم وقعوا الفترة الماضية في فخ «الانتقالي» وتمترسوا خلفه، والذي قابلهم بالخذلان، ولم يقدم لهم شيئا يذكر على صعيد الخدمات الحياتية والمعيشية، وكل ما منحهم اقتصر على إطلاق الشعارات والشطحات والأماني البعيدة عن الواقع، والتي لم يجنوا من ورائها سوى الخراب والدمار.
أدرك العدنيون والجنوبيون أخيرا طبيعة الفرق بين العيش في ظلال دولة وقيادة سياسية وحكومة شرعية معترف بها دوليا، وبين ميليشيا خارجة عن النظام والقانون لا تجيد سوى ممارسة الإقصاء والعنف والتنكيل بحق الآخر وخدمة نفسها وتحقيق مصالحها الذاتية، أيقنوا أخيرا أن حكومة بن دغر وحدها هي من خدمتهم وأعادت الحياة إلى مدينتهم ووفرت لهم كل سبل ووسائل العيش الكريم، وتأكدوا أخيرا أن أمنهم واستقرارهم وطمأنينتهم مرهونة بالوقوف خلف هذه الحكومة ومساندة ومؤازرة رئيسها دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي كان لهم نعم القائد والراعي والحامي والسند.
*نقلا عن صحيفة «الوطن»