لن أتحدث في هذه الصحيفة التي تبشر بفجر جديد لليمن، عن الصراع القائم ولن أخوض في تفاصيله، إنما سأتحدث عن مؤشرات التعافي الايجابي في ظل قيادة سياسية صادقة تتعامل مع جمهورها بشفافية غير مسبوقة وهذا يحسب للرئيس هادي ولرئيس الحكومة بن دغر.
سأتحدث عن مؤشرات مزاج الإنسان اليمني المتفاءل وهو يخلق أجمل الصور ويواصل عمله وسط تحديات وتقلبات شتى، ويسعى إلى رزقه ويكدح في الأرض ويحيل الخراب إلى فرص جديدة، ولا ينجح في التعايش معها سوى اليمنيين فقط.
قد يبدو الحديث بلغة ايجابية مجانباً لواقعاً حافلاً بالصور والمشاهد السلبية .. غير إن الليل يعقبه الفجر والأوطان موعودة بالخير.
متفائلون، ولن تخور عزيمتنا والوطن سينهض من جديد .. وقطعا فإن الحرب قد دمرت كل شيء وما زالت تهدد العمران، غير إننا نشاهد واقعاً غريباً لا تراه إلا في اليمن .. فحركة الأعمال والاعمار موجودة في كل مكان والناس يواصلون حياتهم ويعمرون الأرض ولديهم إصرار عجيب وإرادة عظيمة لتحدي الظروف المحبطة.
لاشيء يبدو مستحيلاً .. تقول تقارير اقتصادية بان: "قطاع العقارات في اليمن يشهد انتعاشا غير مسبوق رغم الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أربع سنوات" .. وان كان السبب يرجع إلى عوامل عديدة لعل أهمها: "عودة المغتربين من السعودية وقيام أمراء الحرب بتبييض أموالهم بالإضافة إلى النزوح الداخلي" .. إلى أهم أربع محافظات: «عدن - مأرب - حضرموت - اب».
لا شيء يبدو مستحيلاً .. ففي اليمن فقط تنتصب أعمدة البناء وتقوم العمارات دون إن تلمس أي اكتراث لدى الكثيرين ممن يواصلون أعمالهم العادية أو التجارية أو العمرانية .. لماذا؟ .. لأنهم واثقون بقيادتهم السياسية ولأنهم يعلمون انه ليس هناك من خيار قادم غير التحول إلى اليمن الاتحادي وهو الإجماع الوطني الذي توافقت عليه كافة مكونات الشعب.
خلال 2018 نجحت الحكومة بسلسلة أعمال وبرامج وقرارات مهمة منها ما يتعلق بتصحيح السياسة النقدية، ومنها ما يتعلق بإعادة تشغيل مصادر الدخل القومي، وتفعيلها بما يسهم في إعادة الاعمار وتعافي الاقتصاد، غير انها ما زالت في بداية الطريق ومطالبة بان تمضي قدما بدعم اكبر لترسيخ لغة جديدة وحياة مفعمة بالأمن والأمان.
وعلى القيادة السياسة للبلد وكل القوى الحية أن تعجل بخطواتها نحو التحول إلى نظام الدولة الاتحادية، فهو الخيار الآمن لمواجهة كافة التحديات وتصحيح مسار الوحدة وحل المشاكل العالقة .. وفي ذلك استجابة طبيعية لكل من شعر بالغبن ورفض واقع اختل وانحرف عن مساره الطبيعي وأدى إلى ما نحن فيه الآن.
إن الحرب التي اندلعت في مارس 2015 كانت حرب بين حلم كبير يحمله كل اليمنيين وبين قوى مضادة تساقطت ومازالت تتلاشى من المشهد السياسي.
ومن موقع الإيمان المطلق باليمن الاتحادي ومن مواقع القوة والمسؤولية التي ينطلق منها شعبنا الحر ومن الإيمان الذي لا بديل له ولا خيار، نبارك يمنا اتحاديا ينهي الظلم وكل أشكال العنصرية .. وطنا يرفض التهميش ويقدس لغة البناء .. ويتسع للجميع . وطنا يسوده حكما عادلا ورشيد.
* رئيس تحرير موقع ومجلة الاستثمار
*نقلا عن صحيفة «الوطن» الصادرة اليوم.
.