وبصرف النظر عن الاشخاص والأفراد فإننا نستطيع الجزم بأن الكثير من الفرص تخلّقت وتولّدت وتشكّلت من خلال هذه الاحداث والتقلبات والتحولات والمتغيرات التي عصفت ولا تزال تعصف ببلادنا .. ومثلت بمجملها مخرجاً وضرباً من الحض ليس لشخوص بحد ذاتهم وحسب وانما للملايين منهم بشكل جمعي .. وبالفعل استطاع البعض انتهاز تلك الفرض ووظفوها لخدمة انفسهم ومن حولهم .. لكن ما يؤسف له أن البعض الآخر من المرضى والحمقى حالوا دون تحقيقها .. أو أنهم شكلوا حجر عثرة بين أولئك الملايين وفرصة عمرهم.
ولن نطيل في التعميم وسنكتفي هنا بالتطرق لمثالين حيين ومشهودين لليمنيين الوقت الحالي بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم .. أولهما محافظة «مأرب» التي كانت تصنف ضمن المحافظات اليمنية الهامشية التي تأتي في ذيل أي قائمة والتي تمكن ابناءها من تطويع الظروف الراهنة لمصالحهم واستطاعوا ان يحولوا مدينتهم الهامشية تلك الى مركزا هاما للشرعية وملاذا لكل القيادات اليمنية التي تعرضت للطرد والملاحقة من قبل مليشيا الكهنوت الحوثية .. وبالفعل تمكنوا خلال فترة وجيزة من تحويل تلك الصحراء الى واحة غناء تضيق بالمشاريع التنموية والحيوية .. فحققوا لمدينتهم نهضة تنموية وعمرانية لم يكونوا يحلوا حتى بـ«1%» منها على الرغم من أنها لم تكن مدرجة ضمن أية حسابات.
وعلى النقيض من ذلك كان الحال في «عدن» التي اعلنتها القيادة السياسية الشرعية عاصمة مؤقتة لليمن وذلك في وقت مبكر .. وهو الاعلان الذي مثل بطبيعتة فرصة العمر لهذه المدينة وابناءها، والذي لو انه استغل بالمعنى الحرفي لكانت «عدن» اليوم بمثابة «دبي» .. فمسألة أن تعلن مدينة عادية عاصمة مؤقتة للبلد تعني أن كل موارد وامكانيات الدولة وعقولها ومشاريعها وخططها وبرامجها وكل مراكز الدولة ومؤسساتها ستتحول اليها .. وستشهد نهضة تنموية غير مسبوقة .. وتصبح ملاذا وملجئاً لكل الخايفين والمطاردين والملاحقين من قيادات البلد بمختلف توجهاتهم .. لكن الكارثة أن أولئك الثلة من المعتوهين حالوا بين ابناء عدن وتحقيق فرصة عمرهم تلك ولا يزالون يشكلون حجر عثرة أمام أية فكرة أو مشروع يرون فيه خدمة ومصلحة لهذه المدينة وابناءها الذين عانوا وحرموا كثيراً.
غنمت «مأرب» الفرصة وحققت مالم تكن تحلم بـ«1%» منه .. واضاعت «عدن» حلمها وخسرت بسبب ثلة الحمقى ممن يطلقون على انفسهم «قيادات المجلس الانتقالي» مكانتها السياسية والاقتصادية ونصيبها او حصتها في العمران والتنمية، وحقوق أبنائها في ادارة الدولة، كما خسرت حتى سمعتها كمدينة عرفت على امتداد التاريخ بأنها مركزا للأمن والطمأنينة والسلام وملاذاً للخائفين والمبعدين، وقبلة للسائحين والمتنزهين وعشاق الطبيعة .. ودوحة للمتعبين الفارين من تعب الحياة ومنغصاتها.
فازت «مأرب» وابنائها الذين كنا نعدهم قبائل لا يفقهون شيء من الحياة .. وخسرت «عدن» التي صنفت مركزا علميا ومدنيا متقدما منذ مطلع القرن الفائت .. وخسارة «عدن» كانت نتيجة لحماقة اولئك الاغبياء الذين يعدون انفسهم سياسيين وحكماء ويقدمون انفسهم كقيادات وزعماء في حين هم لا يفقهون من السياسة حتى قشورها ولا يعون من الحياة برمتها حتى شيء .. ولولا حرص واصرار الحكومة الشرعية ممثلة بقائدها دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر .. الذي قدِم الى هذه المدينة منذ وقت مبكر وأعاد لها روحها وتعب وكد وسهر وقاتل في سبيل تطبيع الأوضاع وإحياء وتخليق المؤسسات الحكومية فيها وخدمة ابناءها لكانت اليوم لا تزال ترزح في الظلام ويعيث ويعبث بها اللصوص والغوغاء وقطاع الطرق.
واليوم هاهي «مأرب» تزدهي وتحتفي بالانجازات يوما بعد آخر .. في حين «عدن» لا تزال تراوح مكانها .. ولا يزال أولئك الموهومون يتنطعون ويطلقون التهديدات يوما بعد آخر معتبرين الحكومة الشرعية ورئيسها عدوهم الاول .. مع انه لولا الحكومة و«بن دغر» وما قدمه لهذه المدينة لكان أهلها فارقوا الحياة منذ وقت مبكر .. فها هي «عدن» تزاد فوضى وعبث يوما بعد آخر .. وكل ذلك دونما سبب سوى أن من يصنعون تلك الفوضى يحلمون بالزعامة ويسعون في سبيل تحقيق اغراض ومصالح شخصية رخيصة وتافهة.
يتنطع اصحاب «الانتقالي» بحثا عن وهم زائف .. يصرون يوما بعد آخر على الإساءة لليد التي مُدت اليهم وانقذتهم وانتشلتهم من اتون الفوضى .. يتعمدون تدمير كل شيء جميل في «عدن» وكل منجز تنموي خدمي تقيمه الحكومة الشرعية .. وكل ذلك تحت مبررات سخيفة وواعية وشعارات زائفة .. في الوقت الذي يعي كل ابناء «عدن» وكل الجنوبيين واليمنيين عامة انهم ليسوا سوى أرجوزات وادوات تدار وتسير وتحرك من الخارج .. وانهم لا يمتلكون قرارات حتى في تجنيب أنفسهم معضلة تمرير «عصا الموخرات».
وعموماً نقول لكل احبتنا في «عدن» وفي جميع المحافظات المحررة، والجنوب إجمالاً إذا ما أردتم ان تعرفوا العدو الذي حال بينكم وتنمية مدنكم وتحقيق كافة احلامكم وتطلعاتكم فعليكم بـ«الزبيدي» وعصابته من .. وحدهم حرموا مدنكم فرصها في التنمية والعمران وتحقيق الامن والإستقرار والرفاه .. وحدهم تصدوا للخير وجلبوا لكم الشرور ويسعون لجركم اتون الصرعات والفوضى وكل ذلك في سبيل تحقيق اغراضهم ومصالحهم الشخصية .. وان كنتم لا تزالون تحبون انفسكم ومدنكم وتنشدون الخير لها، وتحقيق الأمن الاستقرار والتقدم .. فعليكم بالانتفاضة في وجوههم، والتصدي لمشاريعهم التخريبية والتدميرية .. ولتصطفوا جميعا خلف حكومتكم وقيادتكم السياسية فوحدها تستطيع تصحيح ومعالجة ما افسده أولئك الفاشلون .. ولتعلموا انه لا يزال هناك متسع من الوقت لتلافي وتعويض ما فات خسارات.