بقلم د / أحمد عطية
وزير الأوقاف والإرشاد
لم تكن علاقتي بالإمام الراحل العلامة سعيد بن عبدالرحمن سهيل علاقة داعية بآخر ، ولا علاقة طالب علم بزميله ، ولا علاقة خطيب بخطيب مثله إطلاقا ، ولكنها علاقة طالب بشيخه ، ومتعلم بعالم وإبن بأبيه .. وربما هذا الشعور عند كل من تربطه علاقة بهذا الإمام ..
رحل عن دنيانا في لحظات فارقة ، وفي وقت شديد ، واليمن في مرحلة مخاض ،
وليته ما رحل لكنها الأقدار التي لابد أن نسلم بها ونذعن لحكمة الباري سبحانه ..
ياشيخ سعيد .. لن ينسى الشعب اليمني وأهل مارب وما جاورها تلك النكت الجذابة ، والإبتسامة الصادقة ، وأسلوب الدعوة الرفيق ، والنظرة الثاقبة للأمور ، وحب الخير للناس ، وسعة الصدر للمخالف ، والصبر على العاصي ، والسعي على الأرملة واليتيم وغيرها كثييير ..ستجد كل ذلك رصيدا عند من لا يظلم عنده احد ..
لن أنسى تلك الليلة قبل شهر واحد من الآن في منطقة ( كرى) وانا وانت نرتب للقاء العلماء والدعاة في محافظة مأرب ، وانت تعتذر لنا بسبب تأخرك في جبهة قانية تعظ المقاتلين وتشد من أزرهم ،
كل حركة ولحظة عشتها معك ستظل في مخيلتي ومنحوتة في ذاكراتي ..
أستودعك الله وأسأله سبحانه أن يجمعني بك وبمن يحبك في دار كرامته ، وأن يعوض اليمن خيرا
والله المستعان وعليه التكلان
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..