إيهاب الشرفي
بعد ما يربوا على العام الرابع من الحرب في اليمن ، والتدخل العربي الخليجي لإعادة الشرعية إلى العاصمة صنعاء ، لا حل يلوح في الأفق لأزمة أمتدت جذورها وتأثيراتها إلى كل ما يتعلق بحياة المواطن اليمني في الداخل والخارج ، وتجاوزت كل التوقعات و التنظير الفكري والسياسي و تنبؤات علوم الإجتماع ، والرهنات العسكرية والإستراتيجية ، والتي فشلت حتى اللحظة بتحديد مسار ونهاية الحرب بين أقوى جيوش المنطقة مجتمعة ، ضد جماعة لا تمتلك سوى مأثر عسكرية عفى عنها الزمن .
وقُبيل ذكرى العام الرابع لإنطلاق عاصفة الحزم في اليمن ، بلغ الإنهيار الإقتصادي مبلغه ، وتجاوز الدولار الواحد، حاجز الخوف والقلق و الترقب ، حيث وصل يومنا هذا الأربعاء 1 أغسطس 2018م ، إلى أكثر من 542 ريال ، مع إستمرارية إرتفاعه اليومي ، بشكل يدعوا إلى القلق وينذر بكارثة حقيقية أكبر بكثير من كل تلك الكوارث السابقة في الأعوام الثلاثة الماضية ، في الوقت الذي أعلنت فيه كبرى شركات البلاد مثل مجموعة هائل سعيد أنعم ، وقفها المبيعات والتسويق إلى إشعار آخر ، لكل المنتجات ومنها الغذائية والتي تستحوذ فيها المجموعة على نحو 90% من السوق اليمنية.
توشك البلاد أن تنهار بشكل كامل ، إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً ، بالتزامن مع تصعيد خطير يقوم به مجلس عيدروس الزبيدي في عدن ، ضد الشرعية و رئيس الجمهورية ، تحت نظر وعلم دول التحالف العربي ، دون أن تحرك ساكن أو تعمل على إيقاف هذه العبثية السياسية والإقتصادية في اليمن ، والتي إن حدث وكُتب لها النجاح ، فإن نتائجها ستنقلب وبالاً على الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ، وبالتالي ستكون نتائجه العكسية والكارثية على دول التحالف العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية ، والتي ستعاني من تبعات الإنهيار الإقتصادي والسياسي في اليمن ، والذي سيؤدي وبشكل حتمي إلى سقوط البلاد كلها بيد إيران وعملائه بالمنطقة ، في الوقت الذي ستكون السعودية والتحالف مسؤلان وبشكل مباشر وتام ، أمام المجتمع الدولي والشعب اليمني ، عن النتيجة الكارثية جراء الإنهيار الإقتصادي الراهن .
إن وصول الدولار إلى رقم تاريخي جديد و كسره حاجز 540 ريال ، يعد وصمة عار في جبين الإنسانية ودول الخليج والتحالف العربي و المجتمع الدولي على حداً سواء ، وعليهم تدارك هذا الإنهيار المتصاعد و عمل حلول جذرية وعاجلة قبل أن تغرق اليمن في مزيداً من الظلام ، وتعلن البلاد إفلاسها وإنهيارها الإقتصادي ، حينها سيكون من الصعوبة بمكان السيطرة على الأمر وخاصة في هذه الظروف الصعبة و الإستثنائية ألتي يمر بها اليمن ، وحالة العجز الجمعي للدولة ، والفقر و المجاعة والتشريد التي يعاني منها أكثر من 25 مليون يمني يقبعون تحت آلة الحرب العسكرية والحسابات السياسية ألتي لا يمكن وصفها سوى بالغبية و العبيطة و السخيفة .
سيذكر التاريخ و اليمنيين كل من وقف بجانبهم في محنتهم الراهنة ، وأنقذ وطنهم و أراحواهم من أتون مجاعة حقيقية توشك أن تضرب البلاد من أقصاه إلى أدناه ، وخاصة أن الشعب اليمني تحكمه العاطفة وتؤثر عليه المواقف و تحكمه الشهامة والكرم والقَبيَلة ، ولا ينسى أبداً معروفاً في حقه ولا يضيع جميلاً زرع في أرضه وهو أصل العروبة ومنبع الخلاق والكرم ، إذ أنه يتحتم على دول الخليج جميعاً دون إستثناء أن تتدارك الخطر الذي يحدق بالإقتصاد اليمني و عليها أن تعمل وبشكل عاجل، على دعم الخزينة العامة للدولة و إيقاف تدهور العملة المحلية و التسرع بإنها الحرب في الداخل اليمني ، وتعمل على الحد من إنتشار الفوضى والمليشيات المسلحة التي تستهدف الوطن أمنه واستقراره وسيادته ووحدته الوطنية ، قبل أن يقع الفأس بالرأس ، حينها لن يتبقى عذراً لكم في اليمن !!!!!