محمد مصطفى الشرعبي
 

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ببالغ الأسى والحزن والقلوب المؤمنة، ونحتسب ميّتنا لله تعالى، ويجب أن نرضى بقضاء الله وقدره، فعند تلقي خبر الوفاة والعزاء لفقيدكم حزنت جداً، وأحببت أن أشاطركم ألمكم وحزنكم بهذا المصاب الجلل برحيله، وأنا الآن أتقدم إليكم بتعازينا الحارة التي تنبع من القلب، وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، ونسأل الله تعالى أن يتغمّده بفسيح جنّاته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه، وإنا لله و إنا إليه راجعون. 

واجب أن أقول كلمات تذكر أنه ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، إلا آجره الله تعالى في مصيبته، وأخلف له خيراً منها. أتمنى أن يلهمك الله الصبر والسلوان لك ولأهلك وكافة أفراد عائلة الفقيد، وأن ينزل لكم السكينة وحسن العزاء. 
...............
طعم الموت واحد. ولكن نتائجه على الحي مختلفة ومتباينة أشد ما يكون الاختلاف والتباين.

ونحن لا نملك ما نقوله في هذا المصاب الجلل، إلا الدعاء للميت بالمغفرة والرضوان والقبول الحسن.

كلما فكرت في أمر الموت، كلما زادت حيرتي، وزاد أمر الموت غموضاً، وكنت أفزع إلى حسبان التفكير في أمر الموت رياضة روحانية تساعدني على تصغير الدنيا في عيني وعقلي وقلبي، فإذا الأمر على نقيض ما فزعت له وما حسبته. ونحن مأمورون بتذكر الموت، ولكننا نتشبث بالحياة تشبث الغريق بالقشة فزعاً من الغرق. ونحن نركن إلى الحياة ركون المستأمن، ولا نُعير كر الأيام ما تستحق من تفكير وتأمل. وما كر الأيام إلا إيذان بالموت. ذلك الزائر الغامض، ذلك الزائر الذي لم تزده الأيام والشهور والسنون وتعاقبها إلا غموضاً على غموض.

والموت يخطف منا ومن بيننا الصغير والكبير. والناس تظن - وظنهم من الإثم لاشك في ذلك - أن موت الكبير أخف وطأة من موت الصغير، وهم يقولون ان الكبير استنفذ عمره، والصغير لم يفعل. وما علموا ان الكبير هو ربُّ الدار. وشتان بين موت الصغير وموت الكبير. والشاعر العربي يقول:

إذا مات طفل البيت فالخطبُ فادح

وإن مات ربُّ الدار فالخطبُ أكبر

.........
هذي قصيدة لابن الدكتور طاهر العقيلي توفى  في حادث سياره الله يرحمه ويغفر له ويصبرنا على فرقاه 

لاعـاد علـمٍ جـاء بليلـه شّقيـه
علمٍ يكدر صافـي البـال طاريـه 

في تالي وقت الليـل دقـوا عليّـه
قالوا تعال وقلت وش صار وش فيه 

قالوا لي حادث.. والحـوادث بلّيـه
على طريق (وادي الدواسر ) بانت مواريه 

(محمدالعقيلي) به ضربـه بصـدره قوّيـه
شف موتر الإسعاف تـوه موديـه 

جيت الطبيب وقلت عجـل علّيـه
. الرجـل قدامـك ورى ماتداويـه 

قال استعـن بالله أنـا وش بيّديـه
اطلب من الشافي بفضلـه يشافيـه 

قلـت الرجـا بالله رب البـرّيـه
ماخّيب الله ظـن مخلـوق يرجيـه 

لكن عـن المكتـوب مابـه نحّيـه
امرٍ مقـدر كـل مخلـوق ماشيـه 

في يومه الموعـود جتـه المنّيـه
في ساعةٍ فيهـا الوعدعنـد واليـه 

يالله ياللـي تعلـم بـكـل نـيـه
أدعيك مـن كامـل ذنوبـه تنقّيـه 

وادعيـك تغفـر سيتـه والخطّيّـه
ياواحٍـد كـل المخاليـق تدعـيـه 

وادعيـك يالله تجمعـه مـع نبيّـه
في جنة الفردوس وايضـا غواليـه 

مرحـوم يـاراع الوفـا والحمّيـه
اللي بفعل الطيـب محـدٍ يجاريـه 

ماجـات منـه الناقصـه والرديّـه
كلٍ بذكر الخيـر بالخيـر يطريـه 

والختم صلوا كل صبـح وعشّيـه
علـى نبـيٍ واضحـاتٍ مماشيـه