ويؤكد الكثير من المؤرخين وعلى إمتداد التاريخ الإنساني إجمالاً صحة هذا الرأي .. كما أن هناك الكثير من الشواهد الحية التي لا تزال ماثلة أمامنا حتى اليوم خصوصا في بلدان ما يسمى بـ«العالم الثالث» تثبت ذلك .. وقليلون جداً بل ونادرون هم الحكام والمسئولين الذين كسروا هذه القاعدة وأثبتوا عكسها - حيث تمكنوا من خلال المواءمة والمزج بين سلطاتهم ومسئولياتهم، وبين ما جبلوا عليه من قيم إنسانية سامية ونبيلة .. من إدارة شئون بلدانهم بالعدل والمساواة وعاشوا من أجل الناس .. وبالتالي تركوا اثراً رائعاً وخالداً في ذاكرة ووجدان شعوبهم، وحفظ لهم التاريخ بذلك سيراً عطرة، ليتحولوا بموجبها الى رموز للعدالة والحرية والمساواة .. ليس لأبناء شعوبهم وحسب، وإنما للإنسانية جمعاء.
الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلس الوزراء - أثبت ولا يزال يثبت كل يوم وساعة، ومنذ توليه منصب رئيس الحكومة الشرعية، ومن خلال ما يحمله ويتحلى به من صفات وقيم ومبادئ إنسانية سامية ونبيلة وخلاقة - أنه أحد أولئك النماذج النادرة، والعظماء والرموز الخالدون .. الذين لا يزالون يحضون بشيء من التقديس والتبجيل والتعظيم في ذاكرة الناس بمختلف لغاتهم ومشاربهم .. ذلك لأنه كرس كل جهده ووقته وإمكاناته في سبيل خدمة الناس البسطاء بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم وإنتماءاتهم وتوفير حاجاتهم وتلبية مطالبهم وإدخال البهجة والفرح والسرور الى نفوسهم.
هذا المسئول الإنسان الذي أبهر بأفعاله وجهوده الإنسانية والخيره - أعدائه قبل محبيه ومؤيديه .. وعلى الرغم من عِظٙم المهام والمسئوليات الجسام الملقاة على عاتقه والمتمثلة في تحمله إدارة شئون البلد في ظل مرحلة تعد من أصعب وأعقد وأخطر مراحل التاريخ اليمني .. وعلى الرغم أيضا من إنشغالاته الكثيرة والمتواصلة - إلاّ أننا نجده يخصص جزء كبير من وقته اليومي للسؤال عن الناس البسطاء والعاديين من «رعيته» أبناء الشعب اليمني .. متلمسا أحوالهم وهمومهم ومشاكلهم - سواء كان ذلك من خلال النزول الميداني والإلتقاء بهم بشكل مباشر، أو من خلال قيامه بالإتصال بالبعض والإطمئنان عليهم، وإرسال برقيات التعازي والمواساة لهم .. الى جانب إغاثته للمحتاجين منهم سراً وعلانية، وغير ذلك من الأفعال الإنسانية التي لم يسبقه اليها أحد على إمتداد التاريخ اليمني القديم والحديث.
المتابع لانشطته خلال العامين الماضيين وتحديداً أثناء تواجده في العاصمة المؤقته «عدن» يلاحظ انه لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يقوم هذا القامة الوطنية السامقة بعدد من اللفتات الإنسانية بدءاً بزيارة الجرحى والمرضى من المقاتلين، والناشطين وحتى الناس العاديين، ومتابعته أخبارهم والتوجيه بعلاجهم على نفقة الدولة، ومروراً بحرصه عند رؤيته أي تجمع خصوصا خلال زياراته التفقدية للمحافظات والمناطق - على الترجل من سيارته ومصافحة أولئك الناس البسطاء والاطمئنان عليهم والإستماع الى همومهم ومشاكلهم والتوجيه بحلها، الى جانب قيامه بالنزول الى شوارع المدن والسواحل دون حراسة ومخالطة البسطاء والسؤال عن أحوالهم وظروفهم وتلمس حاجاتهم، وبشكل تلقائي وعادي، ودون أن يشعر أياً منهم بوجود فرق بينه وبينهم، وغير عابها بالمخاطر الأمنية التي قد تصيبه لا سمح الله جراء هكذا مغامرات، وكل همه مُنصب في معرفة أحوال الناس وقضاء حوائجهم، والتي يعدها في مقدمة واجباته.
وليس هذا وحسب بل هذا القيادي الإنسان جعل مكتبه مفتوحاً لكل الناس .. وشدد ويشدد دائماً على كل المسئولين حوله على ضرورة إتاحة الفرصة لأي مواطن يطلب مقابلته، حيث يخصص جزء كبير من وقته اليومي لإستقال عامة الناس ممن لديهم معاملات أو شكاوي أو تظلمات أو مشاكل عالقة، والتي يحرص على حلها أولاً بأول .. ناهيك عن قيامه بإنشاء نافدة خاصة بشكاوى المواطنين وذلك عبر البوابة الألكترونية والتي يطالع شخصيا كل ما يرد اليها من رسائل أولاً بأول .. بالإضافة قيامه بإجراء المكالمات اليومية التي يستهدف من خلالها قيادات الدولة والناشطين من المرضى والجرحى، والشباب وأولئك التي تنشر قضاياهم الانسانية في وسائل الاعلام وغيرهم .. وإنتهاءاً بقيامه بأعمال مفاجئة كحضوره حفل عرس مواطن بسيط، ومشاركته أفراح الناس العاديين في الأعياد والمناسبات الرسمية وما الى ذلك من الأعمال المماثلة التي صارت جزءاً من برنامجه وروتينه اليومي، والتي يحرص على أن يكون أغلبها في الخفاء وبعيداً عن الأضواء.
وفي الحقيقة من يتابع هذا الرجل ونشاطاته اليومية ينبهر فعلاً، بل ويصاب بالذهول .. حيث يجده يعمل على مدار الساعة وبلا توقف، ودون كلل أو ملل .. وبالفعل يعطي كل شيء حقه .. ولن نتطرق هنا لسرد كل أنشطته وإنجازاته التي لا تعد ولا تحصى، والتي لا يتسع المجال لسردها ها، اذ ان ما يتم منها في الخفاء يمثل اضعاف أضعاف ما ينشر في وسائل الإعلام .. ولا نشك بأن غالبية اليمنيين باتوا يدركونها جيداً .. وما أردناه هنا هو التطرق لهذه الجزئية البسيطة والتي يعتبرها الكثيرون عملاً ثانوياً وعادياً، مع انها تعد أعمالاً عظيمة ونادرة وجبارة خصوصاً في وقتنا الحالي الذي رفع فيه الجميع شعار: «نفسي نفسي» .. وذلك بهدف الإستدلال على عظمة هذا الرجل، وما يتحلى به من صفات وقيم نادرة - وهي التي إفتقدها اليمنيون في حكامهم ومسئوليهم وولاة أمورهم على مدى تاريخهم القديم والحديث.
وبناء على ما سبق يتجلى أمامنا شخص الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الأنسان البسيط النقي النبيل الأصيل المتواضع، الذي لا يزال يحتفظ في داخله بكل قيم ومعاني ودلالات الإنسانية الحقة .. الإنسان الذي يحب الجميع وينشد الخير لكل الناس .. الإنسان الذي لا يحمل في قلبه مثقال ذرة من حقد أو غل أو كراهية لأحد .. الإنسان الذي وضع المواطن اليمني البسيط في صدارة ومقدمة اولوياته وإهتماماته .. الإنسان الذي يدرك حجم وقدر وجسامة وعِظم المسئولية الملقاة على عاتقه، والذي يسعى بكل الطرق والوسائل في سبيل الوفاء بها وتنفيذها بالشكل الأمثل .. الإنسان المُنزه صاحب الضمير الحي الورع التقي النقي الذي يخاف الله ويراعيه في كل أعماله وتحركاته وأنشطته وعلى الدوام .. ولأنه كذلك صار لزاماً وواجباً علينا جميعاً أن نبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وأن نقف الى جانبه ونناصره .. وان نرفع أكفنا الى السماء راجين من الله أن يعيده الى أرض الوطن سالماً معافاً، وأن يعينه على تخطي تحديات القادم، ويُمكنه من تحقيق حلم اليمنيين الذي إنتظروه طويلاً.
*نقلا عن: صحيفة الوطن الإتحادي