لم يعد يعرف احد اين ومتى وكيف تكون نهاية حرب اليمن وأزماتها المتكاثرة، حتى اكثر الخبراء السياسيين والاستراتيجيين واكبر المؤسسات الرسمية تقف عاجزة عن توقع القادم في البلاد، لقد بات حالها يقول إنها تقف على رمال متحركة.
الغريب ان هذا يحدث بعد ان شهدت المحافظات المحررة تقدماً مشهود في قطاع الخدمات والأمن والمرتبات، وقد تواجدت الحكومة برأسها وكافة اعضائها، (حكومة بن دغر) على أرض الواقع، باسطة سلطتها ومحققة الوجود الحسي والمعنوي للدولة، وقد رافق ذلك جهود لاستمرارية استقرار الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني، فما الذي حدث لينتكس الحال؟
هل (التحالف السعودي الإماراتي) لعب دور في تصدع الأمور في المحافظات المحررة وتحديداً العاصمة المؤقتة عدن؟
هل نشأة مكونات سياسية جديدة كانت ضمن السلطة وفجأة أصبحت معارضة شرسة (مسلحة) هو السبب؟
وما الحل؟
لقد عانى ومازال يعاني المواطن من تداعيات الحرب، الأمر الذي يجب وضعه في عين الاعتبار بالنسبة لكل الاطراف، إذ ان استمرار المماحكات والتحديات والتسابق نحو تقاسم الكعكة قبل استوائها، لا يعود إلا بمزيد من القهر وتراكم المظالم ويحيل المواطنيين الى وقود قد يشتعل بكل الاطراف.
البعض يشجع المعارضة لمجرد انها معارضة! وذلك ان النظام السابق وحتى ما جاء بعده، للأسف كان يساوي بين من يعطي من خلال منصبه الحكومي وبين من يأخذ من هذا المنصب، لذلك لا لوم على المواطنيين حين يقعوا في شباك معارضة انتهازية، وهذا ما يعتقد انه سبب الانتكاسة.
على الشارع ادراك حقيقة ان المعارضة مثلما هي نشاط شجاع ومشروع هي ايضاً فن، له وقته وأساليبه وشخوصه، وكثير من الشخصيات النخبوية المحترمة والتي كانت من أشد الاقلام والاصوات معارضة للنظام كانت تؤجل الحديث عن المغانم وحق الوصول الى السلطة حين يتعلق الأمر بأزمة تمر بها البلاد، إذ أن المنطق والعقل يفرض احتواء الأزمة لا تفاقمها، يفترض استقرار الشارع لا تشتيته وإدخاله في صراع انقسامي يحيل الأزمة الى كارثة كما هي حال اليمن اليوم.
كما يفترض على الشارع ألا يغفل دور المعارضة الحقيقي البناء في ظروف الحرب والأزمات! هنا يمكن معرفة نشاطها واهدافها كمعارضة او كهواة ومغامرين يركبون الموجة ليصطادوا في الماء العكر، غير آبهين بالوطن ومعاناة أهله ومآلات حاله.