واذا عدنا للسؤال الذي عنونّا به المقال لماذا بن دغر؟ .. فالجواب لأن الدكتور احمد لم يتماشى مع اهوائهم ونزواتهم التي لا تخدم حاضر الوطن ومستقبله.
ولأن الدكتور احمد عبيد بن دغر مثله مثل الرئيس عبدربه منصور هادي، قد حملوا على عاتقهم مشروع اليمن الاتحادي بأقاليمه الستة، ومنها إقليم حضرموت الذي لو تحقق على ارض الواقع لرأينا مشهدا آخر ووضعا جديدا وتنمية تنافسية ستتاح فيها الفرص للجميع، وكان بالإمكان أن تستعيد حضرموت شيئا من ألقها التاريخي الذي طمسه أساتذة المغامرين الجدد وان كان بعض الأساتذة مازال في المشهد الحالي والذين جعلوا من حضرموت مجرد رقما فقط اسموها بـ«المحافظة الخامسة».
ولهذا لو عدنا للعنوان مرة أخرى وقلنا لماذا بن دغر؟ .. لأن بن دغر أحد أبناء حضرموت وهو نموذج للشخصية المعتدلة المتوازنة وأصبح قريبا من الجميع وهو الشخصية التي عاشت معظم المراحل السياسية بكل تقلباتها واتعظ من جميع الأخطاء فأصبح يحمل الهمّ الوطني بأكمله فلم تعد المكايدات السياسة ولا المحاصصة الحزبية تمثل شيئا في هاجسه ولهذا رأينا الاختيارات المتعددة في معظم التعيينات وتعامله الراقي والوطني في كثير من القضايا بحس الحضرمي الرصين المتزن وليس المتهور كحال القلة من أبناء حضرموت.
ولهذا نقول أن استهداف بن دغر من تلك الحملة هو استهداف لحضرموت كلها فحضرموت في نظر المناطقيين يجب أن تكون تابعة لا قائدة ولهذا كانت الهجمة شرسة ومبالغ فيها ورأينا أسماء المرشحين الذين يقدمونهم من مناطقهم كبديل لبن دغر كان واضحا.
ونعود أيضا للسؤال مرة أخرى لماذا بن دغر؟ .. لأن بن دغر يدافع وبقوة عن مشروع اليمن الاتحادي لأنه يرى فيه صمام أمان لليمن ولدول الجوار والإقليم بأكمله وللسلم الدولي عامة .. ولهذا كانت الهجمة الشرسة خدمة لبعض الأجندات التي تسعى لفرض واقع جديد يخدم في النهاية المشروع الإيراني والذي كان الدكتور احمد بن دغر واضحا منه في كثير من التصريحات مشيرا الى خطورة المشروع القومي الفارسي وخطره على الأمن القومي العربي وعلى العقيدة الإسلامية.
ولهذا كانت أقلام تلاميذ الضاحية على وجه الخصوص تبث سمومها نحوه بكل مفرداتها التي لا تراعي ابسط قيم الذوق والأخلاق ولا ادنى درجات السمو في قواعد اختلاف الرأي ووجهات النظر والرؤى السياسية المتعددة.
وأيضا تواجده الدائم في العاصمة المؤقتة عدن وكذلك بعض افراد حكومته ودوره في تطبيع الحياة فيها، بعد أن شهدت فشلا ذريعا ومتعمدا على مدار سنتين كاملتين بعد تحريرها من الاجتياح الحوثي العفاشي، ولتبدأ عجلة الحياة دورانها بمتابعاته الشخصية وتواجده الدائم الذي عكّر صفوهم لأنه اثبت فشلهم فمن هنا جاءت حملتهم والتي كانت واضحة المعالم والهدف هو العودة للمشاركة في السلطة ولو تحقق لهم ذلك لسقط السقف العالي من المطالب.
قد يقول قائل ان الهجمة كانت ضد فساد الحكومة التي يترأسها الدكتور احمد بن دغر فنقول له هذا حق اريد به باطل .. صحيح ان الفساد موجود وقد اعترف به الرئيس السابق الذي قال ذات يوم بأنه لن يكوم مظلة للفاسدين ولكنه لم يفي بما قاله بل كان الحضن الدافئ للفاسدين.
وأما من يتحدث عن التعيينات فقد ردّ عليها هو بنفسه وان كان الرد غير مقنع لكم فطالبوا بتفعيل الأجهزة الرقابية لتقوم بدورها على أكمل وجه .. طالبوا بانعقاد مجلس النواب ولو بالحد الأدنى من أعضائه ليقوموا بمحاسبة المفسدين وتصحيح الخلل والقصور في أداء الحكومة وليساهموا في القرارات المصيرية التي تعيشها البلد.
ولهذا نقول لمن يتهم حكومة بن دغر بالفساد ألستم كنتم مشاركين فيها وبعضكم لم يزل؟! .. وكان الأحرى أن تقدموا كشفا لفترة مشاركتكم بشفافية ليرى المواطن صدق اقوالكم.
ولهذا نقول اننا نعيش في أسوأ مراحل تضييع الوطن، وتضييع الانسان الذي هو الأغلى والأهم في هذا الوقت على وجه التحديد، فملايين الطلاب الذين لا يجدون فرصة للتعليم والملايين أيضا لا يجدون الخدمات الصحية الجيدة وكذلك ملايين العاطلين وملايين المغتربين الذين تسوء احوالهم بين الحين والآخر هم أيضا بحاجة الى لفتة واضحة تساعد في المحافظة على مكتسبات المغترب ومقوماته الذاتية حتى لا يصبح عالة على الوطن.
واعود وأكرر ان الوطن للجميع بكل اتجاهاته فلا ينبغي لفئة او مكون او حزب ادعاء تمثيله وانه صاحب الحق الأوحد في تقرير مصيره فليقف الجميع صفا واحدا امام الهدف الرئيس في اسقاط الانقلاب وعودة الشرعية .. وبعد ذلك الجلوس في حوارات هادئة تصل بالوطن والمواطن الى بر الأمان بعيدا عن التخوين وازهاق الأرواح وقتل النفس المحرمة ظلما وعدوانا .. فهل سنعي واقع المرحلة ونعود جميعا لجادة الصواب؟! .. ليعيش الوطن مرحلة السلام الدائم.
خاتمة شعرية للشاعر «احمد مطر»:
منذ ثلاثين سنه..
لم نرَ أي بيدق في رقعة الشطرنج يفدي وطنه..
ولم تطن طلقة واحدة وسط حروف الطنطنة..
والكل خاض حربه بخطبة ذرية ولم يغادر مسكنه..
والكل يمشي ملكا تحت ايادي الشيطنة..
يبدأ في ميسرة قاصية وينتهي في ميمنه..
فان تكن سبعا عجائب الدُنى فنحن صرنا الثامنة.